الفقه الإسلامي - العبادات و ما يلحق بها - ما يلحق بالعبادات - الذبائح و الأطعمة و الأشربة
رقم الفتوى 13139
نص السؤال مختصر

لِمَ الشرع حرم أكل الحمر الأنسية ولم يحرم أكل الخيول؟ على الرغم من أنها مشمولة في قوله تعالى {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۚ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}!

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

الأصل في التحريم والتحليل هو ثبوت النص الشرعي في ذلك ، وقد ندرك الحكمة وقد لا ندركها. 

تحريم أكل لحوم الحمر الأهلية ثابت باتفاق الفقهاء، وقد جاء فيه أحاديث صحيحة، وجاء في بعضها التصريح بالعلة وهي كونه (رجس) أي نجاسة لحمها نجاسة معنوية، فمن تلك الأحاديث ما رواه البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: {صَبَّحْنَا خَيْبَرَ بُكْرَةً ... فَأَصَبْنَا مِنْ لُحُومِ الْحُمُرِ فَنَادَى مُنَادِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ فَإِنَّهَا رِجْسٌ}.

وأما أكل لحوم الخيل فهي مسألة خلافية بين العلماء فذهب جمهور الفقهاء منهم الشافعية، والحنابلة، وقول أبي يوسف، ومحمد من الحنفية إلى جواز أكله، واستدلوا بما رواه البخاري عن أسماء بنت أبي بكر-رضي الله عنهما- قالت: {نَحَرْنَا علَى عَهْدِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَرَسًا فأكَلْنَاه}.

وذهب المالكية في القول المعتمد عندهم الى التحريم والحنفية إلى الكراهة، واستدلوا على ذلك أنّ الله -تعالى- امتنَّ علينا بجعل الخيول للركوب والزينة، قال الله -تعالى-: ﴿وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾. [سورة النحل: 8] ولم يذكر الأكل، فلو كان الأكل جائزاً، لكان الامتنان به أولى.

والمسألة قد تعددت فيها آراء الفقهاء، فمن أخذ بقول المجيزين فلا حرج عليه، ومن أخذ بقول المحرمين فلا حرج عليه ، والورع الاحتياط واجتناب أكلها لغير حاجة.

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2023/02/08

المفتي


د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به