الفقه الإسلامي - الآداب و الأخلاق و الرقائق - الآداب - أحكام اللسان
رقم الفتوى 13132
نص السؤال مختصر

نقول أثناء حديثنا (الله لا يضرك) أو (إن الله لم يكذبني) ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

1- ما اعتاده عوام الناس من قولهم : ( إذا الله ما كذبني في كذا ) لا حرج فيه ، لأن المقصود هو التأكيد على صدق ما يقوله القائل ، وقد يكون غير جازم فيما يقوله. 

أما إذا كان كاذبًا فيما يقوله ويريد أن يغطي كذبه بهذه الكلمة فهذا حرام. 

2- وكذلك ترداد كلمة (الله لا يضرك في كذا) لا حرج فيها ؛ لأن الله تعالى هو النافع الضار ، ولأن كل شيء في هذا الكون واقع بقدر الله تعالى، سواء أكان نفعاً أم ضراً ، خيراً كان أم شراً، فالخير والشر مخلوقان لله، وهذا من كمال علمه وقدرته جلّ جلاله ، كما قال تعالى : { قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ } [ الزمر : 38 ] ، وقال تعالى : { وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ الأنعام : 17 ] .

والمؤمن ينزه الله تعالى عن فعل الضرر المحض الذي لا حكمة فيه ، إلا أنه ليس من الأدب نسبة الشر والضُر إلى الله، وإن كان سبحانه هو خالقه وموجده. 

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2023/01/29

المفتي


د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به