لِمَ لم يفسر الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن كاملاً ؟

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

هناك عدة أسباب لعدم تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن الكريم كاملاً منها:

1- إنّ الصحابة رضي الله عنهم كانوا عرباً أقحاحاً، والقرآن نزل بلغتهم فلم يحتاجوا إلى تفسير لفهمه، ولكن إذا أُشكل عليهم فهم بعض الآيات كانوا يسألون عنها النبي صلى الله عليه وسلم فيفسر لهم ما يحتاجون إلى تفسيره، ويبين لهم ما يحتاجون إلى تبيينه امتثالًا لأمر الله تبارك وتعالى، حيث أمره بقوله: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44]. 

وإنما فُسر القرآن الكريم كاملاً بعد وألفت الكتب الخاصة به لما تأخر الزمن، واختلطت اللغات نتيجة للفتوحات الإسلامية، من هنا احتاج الناس إلى معرفة كثير من معانيه، فكتب العلماء كتب التفسير للقرآن آية آية.

2- لو أن النبي صلى الله عليه وسلم فسر جميع آيات القرآن الكريم آية آية وخاصة المتعلقة بآيات الأنفس الأنفس والآفاق التي تتحدث على طبائع النفس البشرية وروائع خلق الله في هذا الكون لأدى هذا إلى جمود القرآن الكريم وتوقف العقل البشري عن التدبر وفهم هذه الآيات الكونية وفق المعطيات العلمية الحديثة، وكذلك لن تكون هناك محاولات لاستنتاج المعاني الإيمانية والتربوية الراقية التي تشير لها باقي آيات القرآن الكريم فلن يجرؤ أحد على تفسيرها بعد تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لها.

والله تعالى أعلم.