العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - الشبهات والاستشكالات
رقم الفتوى 13090
نص السؤال مختصر

كيف نوفق بين كون النبي ﷺ قد سُحر مع ما جاء في النصوص من حراسة الله للمسلم بمحافظته على الأذكار، ومعلوم أن النبي ﷺ أعظم الأمة ملازمة لذكر الله تعالى ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

فقد ذكر العلماء عدة أراء للجمع بينهما، منها ما يأتي :

1- أن نوع السحر هو سحرٌ بالأدوية الذي يسبب حالة شبيهةً بالمرض قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه فتح الباري : 

[وَاسْتَدَلَّ بن الْقَصَّارِ عَلَى أَنَّ الَّذِي أَصَابَهُ كَانَ مِنْ جنس الْمَرَض بقوله فِي آخر الحَدِيث " أما أَنَا فَقَدْ شَفَانِي اللَّهُ " ، وَفِي الِاسْتِدْلَالِ بِذَلِكَ نَظَرٌ ، لَكِنْ يُؤَيِّدُ الْمُدَّعَى أَنَّ فِي رِوَايَةِ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ عِنْدَ الْبَيْهَقِيِّ فِي الدَّلَائِلِ : "فَكَانَ يَدُورُ وَلَا يَدْرِي مَا وَجَعُهُ"]. 

2- أن ذلك كان من قبيل الكيد من الشيطان للنبي ﷺ ولا يطعن ذلك في حفظ الله لرسوله ﷺ، وقد نقل هذا القول الحافظ ابن حجر عن العلامة المهلب فقال : 

[وَقَالَ الْمُهَلَّبُ صَوْنُ النَّبِيِّ ﷺ منَ الشَّيَاطِينِ ، لَا يَمْنَعُ إِرَادَتَهُمْ كَيَدَهُ . فَقَدْ مَضَى فِي الصَّحِيحِ : أَنَّ شَيْطَانًا أَرَادَ أَنْ يُفْسِدَ عَلَيْهِ صَلَاتَهُ ، فَأَمْكَنَهُ اللَّهُ مِنْهُ. 

فَكَذَلِكَ السِّحْرُ : مَا نَالَهُ مِنْ ضَرَرِهِ مَا يُدْخِلُ نَقْصًا عَلَى مَا يَتَعَلَّقُ بِالتَّبْلِيغِ ، بَلْ هُوَ مِنْ جِنْسِ مَا كَانَ يَنَالُهُ مِنْ ضَرَرِ سَائِرِ الْأَمْرَاضِ ، مِنْ ضَعْفٍ عَنِ الْكَلَامِ ، أَوْ عَجْزٍ عَنْ بَعْضِ الْفِعْلِ ، أَوْ حُدُوثِ تَخَيُّلٍ لَا يَسْتَمِرُّ ، بَلْ يَزُولُ ، وَيُبْطِلُ اللَّهُ كَيْدَ الشَّيَاطِينِ]. 

3- أن حدوث ذلك للنبي ﷺ كان لبيان أنه بشر يجري عليه ما يجري عليهم من البلاء ، وأن السحر حق يؤثر بإذن الله ، وأنه إذا وقع للنبي ﷺ جاز وقوعه لغيره . وممن قال ذلك الطيبي في شرح المشكاة حيث قال :

[فإن قيل: كلام النبوة يمنع من حلول الاختلال بالسحر بجسم النبي صلى الله عليه وسلم؟

قلنا: لا يطول ذلك ، بل يزول سريعاً ، فكأنه ما حل، وفائدة الحلول تنبيه على أن هذا بشر مثلكم، وعلى أن السحر تأثيره حق إذا أثر في أكمل الإنسان ، فكيف بغيره؟].

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2022/09/24

المفتي


د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به