العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - الشبهات والاستشكالات
رقم الفتوى 13038
نص السؤال مختصر

صحيح أن الله وصف كيد النساء بأنه عظيم، لكن الرسول ﷺ لم يستعذ من كيد النساء، بل استعاذ من قهر الرجال، فما الحكمة من ذلك ؟ 

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

1- وصف المرأة بالكيد والذي جاء في الآية الكريمة : (فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) [ سورة يوسف 28 ]، هذا القول نقله الله تعالى عن عزيز مصر، ولم يعقب الله عليه بإقرار أو إنكار ، فهو ليس حكماً من الله عز وجل أن كيد النساء عظيم. 

وكذلك جاءت صفة الكيد للرجال على لسان سيدنا يعقوب عليه السلام في نفس السورة في قول الله تعالى : (قَالَ يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ) [ سورة يوسف : 5]. 

وهذا الذي صدر عن عزيز مصر من كون كيد النساء عظيم مبني على التجربة والمعرفة بطبيعة المرأة ، وحقيقة الكيد كما قال علماء اللغة هو : (الخُدْعَة، والمَكِيدَة، والمكر).

والغالب في الكيد هو الاحتيال على إيقاع السوء بخفاء، ويقوم به مَنْ لا يملك القدرة على المواجهة، وكَيْد المرأة في هذا الجانب عظيم؛ لأن ضعفها أعظم.

2- أما قهر الرجال الذي أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة منه، فهو الشعور بالوهن والضعف النفسي نتيجة لدين أو غلبة أمر من أمور الدنيا، ولا يستطيع المرء معه فعل شيء فيجعل النفس محطمة، وليس المقصود أن الرجل متصف بصفة القهر، والدليل على ذلك سياق الحديث الشريف والذي جاء فيه تعليم النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي هذا الدعاء للتخلص من الحالة النفسية التي كان عليها بسبب الدين، وهذا هو الحديث :

روى أبو داود عن أبي سعيد الخدري قال :

دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ فَقَالَ: يَا أَبَا أُمَامَةَ مَا لِي أَرَاكَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ؟

قَالَ: هُمُومٌ لَزِمَتْنِي، وَدُيُونٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، 

قَالَ: " أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلَامًا إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّكَ، وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ؟ "قَالَ: قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، 

قَالَ: قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ، وَإِذَا أَمْسَيْتَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ، وَقَهْرِ الرِّجالِ.

قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمِّي، وَقَضَى عَنِّي دَيْنِي.

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2022/04/13

المفتي


د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به