ما حكم مس الختان للختان دون حائل في الدورة الشهرية على المذاهب الأربعة ؟

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

1- عادة ما يستخدم هذا التعبير [مس الختان بالختان] كناية عن الجماع قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الأَرْبَعِ وَمَسَّ الْخِتَانُ الْخِتَانَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ} رواه مسلم .

والمقصود بِمَسِّ الختان هو الإيلاج، وقد ورد ذلك القيد في قول النبي صلى الله عليه وسلم: {إذا جاوز الخِتانُ الختانَ وجب الغسل} رواه الترمذي

ومس الختان بالختان بناء على المفهوم السابق في حالة الحيض أو حتى دون ايلاج كامل وفيه مس الذكر بفرج المرأة دون حائل فإن هذا محرم بإجماع العلماء لقول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ} [البقرة: 222] ، ويدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : {اصنعوا كل شيء إلا النكاح} رواه مسلم. 

2- مباشرة الحائض ومداعبتها بالقبلة والمعانقة واللمس فيما فوق السرة وتحت الركبة جائز باتفاق العلماء.

3- أما الاستمتاع بما بين السرة والركبة من غير جماع ودون وجود حائل، فجمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية يحرمونه، وعلى هذا يدل ما رواه البخاري ومسلم عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : كَانَتْ إِحْدَانَا إِذَا كَانَتْ حَائِضًا فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبَاشِرَهَا أَمَرَهَا أَنْ تَتَّزِرَ فِي فَوْرِ حَيْضَتِهَا ثُمَّ يُبَاشِرُهَا.

ومعنى تأتزر: أي تلبس الإزار، وهو ثوب يُحيط بالنصف الأسفل من البدن من السرة إلى ما تحتها.

وروى مسلم عَنْ مَيْمُونَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَاشِرُ نِسَاءَهُ فَوْقَ الإِزَارِ وَهُنَّ حُيَّضٌ.

أما الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله فقد أباح الاستمتاع بما بين السرة والركبة دون القُبل والدبُر بناء على فهمه من اعتزال النساء في المحيض أنه نهى عن موضع الحيض وهو الفرج لا غير مستدلاً بعموم قوله صلى الله عليه وسلم {اصنعوا كل شيء إلا النكاح} رواه مسلم 

ولكن الأحوط الأخذ بقول جمهور العلماء والابتعاد عن الاستمتاع بما تحت الإزار دون حائل، لأن ذلك قد يؤدي به إلى الجماع، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : {مَن يَرْتَعْ حَوْلَ الحِمَى يُوشِكُ أنْ يُواقِعَهُ} .

والله تعالى أعلم.