العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - أركان الإيمان
رقم الفتوى 13003
نص السؤال مختصر

بعض الأسئلة عن الجنّ.

نص السؤال الكامل

هل الجنّ يموتون مثل الإنس؟ وهل لهم أعمار مثل الإنس؟ وهل يوجد منهم جنّ صالح وجنّ سيئ؟ وهل الجنّ يكذبون؟ وهل صحيح أننا نستطيع رؤية الجن في حياتنا ؟

الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

1- الجن مخلوقات تموت كما يموت الإنس، ولهم أعمار محددة ، فمن الأدلة القرآنية على موتهم قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ} [ الأحقاف: 18]. 

قال العلامة الألوسي رحمه الله : [واستُدل بقوله عز وجلّ: {فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ} [ الأحقاف: 18]. الآية على أن الجن يموتون قرناً بعد قرن كالأنس]. 

ومن السنة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: {أعوذ بعزتك الذي لا إله إلا أنت الذي لا يموت، والجنّ والإنس يموتون} رواه مسلم. 

2- والجنّ طوائف مختلفة، وملل متعددة، وفيهم المؤمن والكافر، والعادل والظالم، والصادق والكاذب، قال الله تعالى إخباراً عنهم : {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا} [ الجن: 11 ]، وقال الله تعالى : {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا * وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا} [ الجن: 14-15 ]. 

أي منا المسلمون الخاضعون لله بالطاعة، ومنا القاسطون : أي الجائرون الظالمون الذين حادوا عن طريق الحق. 

4- الجنّ يمكن رؤيتهم إذا تشكلوا في غير صورهم الأصلية، في بعض الأوقات، ولبعض الناس. 

فإذا تمثل الملك أو الجان في صورة كثيفة كصورة البشر أو غيرهم أمكن للبشر أن يروه، ولكنهم لا يرونه على صورته وخلقته الأصلية، يقول العلامة القرطبي رحمه الله : [وقد جاء في رؤيتهم أخبار صحيحة، فمنها حديث أبي هريرة الذي وكله رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان – وذكر قصة طويلة – وفيها: أن الشيطان كان يأتيه على صورة رجل فقير، يحثو من الطعام، حتى رفع أمره إلى الرسول وأخبره أن الذي يأتيه إنما هو شيطان]. 

وأما قوله تعالى : {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ} [ الأعراف : 27]. 

فالمقصود بها عدم رؤيتنا لهم على صورتهم الأصلية التي خلقهم الله عليها، وليس معناها انتفاء رؤيتنا لهم في حالة تشكلهم بمختلف الصور، التي ثبت تشكلهم بها، لورود الأحاديث الصحيحة في ذلك.

قال الحافظ ابن حجر: [إن الشيطان قد يتصور ببعض الصور، فتمكن رؤيته، وأن قوله تعالى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} مخصوص بما إذا كان على صورته التي خلق عليها، وأنهم يظهرون للإنس بالشرط المذكور]، يقصد إذا تشكلوا بغير صورهم.

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2022/01/16

المفتي


د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به