ما الفرق بين الملّة والدين ؟

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

1- معنى الملة :

يقول الراغب الأصفهاني في كتابه مفردات ألفاظ القرآن الكريم : 

[المِلَّة كالدّين ، وهو اسم لما شرع اللّه تعالى لعباده على لسان الأنبياء ليتوصّلوا به إلى جوار اللّه، والفرق بينها وبين الدّين أنّ الملّة لا تضاف إلّا إلى النّبيّ عليه الصلاة والسلام الذي تسند إليه. نحو : {فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْراهِيمَ} [آل عمران:95] ، {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي} [يوسف :38]، ولا تكاد توجد مضافة إلى اللّه، ولا إلى آحاد أمّة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلم، ولا تستعمل إلّا في جملة الشّرائع دون آحادها، لا يقال : ملّة اللّه، ولا يقال : ملّتي وملّة زيد كما يقال : دين اللّه ودين زيد، ولا يقال : الصلاة ملّة اللّه]. 

2- معنى الدين :

قال أبو هلال العسكري في كتابه الفروق اللغوية : 

[والدين ما يذهب إليه الإنسان ويعتقد أنه يقربه إلى الله وإن لم يكن فيه شرائع مثل دين أهل الشرك، وكل ملة دين وليس كل دين ملة، واليهودية ملة لان فيها شرائع، وليس الشرك ملة، وإذا أطلق الدين فهو الطاعة العامة التي يجازى عليها بالثواب مثل قوله تعالى {إن الدين عند الله الاسلام}. 

والفرق بين الملة والدين : أن الملة اسم لجملة الشريعة، والدين اسم لما عليه كل واحد من أهلها، ألا ترى أنه يقال فلان حسن الدين ولا يقال حسن الملة، وإنما يقال هو من أهل الملة ويقال لخلاف الذمي الملي نسب إلى جملة الشريعة، فلا يقال له ديني وتقول ديني دين الملائكة ولا تقول ملتي ملة الملائكة لان الملة اسم للشرائع مع الإقرار بالله].

والله تعالى أعلم.