الفقه الإسلامي - ما يخص الفقه و أصوله - ما يخص الفقه - الحظر و الإباحة
رقم الفتوى 12887
نص السؤال مختصر

حكم تسمية المولودة {تبارك} ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

أكثر علماء اللغة صرحوا بأن اطلاق لفظ {تبارك} سواء كان اسماً أم فعلاً هو من خصائص الله تعالى، وهذه أقوالهم :

1- قال ابن منظور، قال في لسان العرب (10 /395 برك): [وتَباركَ اللهُ: تقدَّس وتَنزَّهَ وتعالى وتَعاظمَ لا تكونُ هذه الصِّفةُ لغيرِه، أي تطَهَّرَ، والقُدْس الطُّهر]. 

2- قال ابنَ دُرَيد، قال في جمهرة اللّغة (1 /237 برك): [و {تبارك} لا يُوصَفُ به إلاّ اللهُ تبارك وتعالى، ولا يُقال: تباركَ فلانٌ في معنى جلَّ وعَظُمَ؛ هذه صِفةٌ لا تنبغي إلّا للّه عزّ وجلّ].

 3-وقال الفيروزباديّ، قال في القاموس المحيط(ص932 البركة): [وتَبَارَكَ اللّهُ تَقَدَّسَ وتَنَزَّهَ، صِفَةٌ خاصَّةٌ باللهِ تعالى].

4- ابنَ سِيدَة، قال في المحكم والمحيط الأعظم (7 /23): [وتباركَ اللهُ: تَقدَّسَ وتَنزَّهَ وتعالى وتَعاظمَ، لا تكونُ هذه الصِّفة لغيره].

وقال الشيخ محمد الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان : 

[الأظْهَرُ في مَعْنى تَبارَكَ بِحَسَبِ اللُّغَةِ الَّتِي نَزَلَ بِها القُرْآنُ أنَّهُ تَفاعَلَ مِنَ البَرَكَةِ، كَما جَزَمَ بِهِ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ، وعَلَيْهِ فَمَعْنى تَبارَكَ: تَكاثَرَتِ البَرَكاتُ والخَيْراتُ مِن قِبَلِهِ، وذَلِكَ يَسْتَلْزِمُ عَظَمَتَهُ وتَقَدُّسَهُ عَنْ كُلِّ ما لا يَلِيقُ بِكَمالِهِ وجَلالِهِ؛ لِأنَّ مَن تَأْتِي مِن قِبَلِهِ البَرَكاتُ والخَيْراتُ ويَدِرُّ الأرْزاقَ عَلى النّاسِ هو وحْدَهُ المُتَفَرِّدُ بِالعَظَمَةِ، واسْتِحْقاقِ إخْلاصِ العِبادَةِ لَهُ، والَّذِي لا تَأْتِي مِن قِبَلِهِ بَرَكَةٌ ولا خَيْرٌ، ولا رِزْقٌ كالأصْنامِ، وسائِرِ المَعْبُوداتِ مِن دُونِ اللَّهِ لا يَصِحُّ أنَّ يُعْبَدَ، وعِبادَتُهُ كُفْرٌ مُخَلِّدٌ في نارِ جَهَنَّمَ. 

اعْلَمْ أنَّ قَوْلَهُ: تَبارَكَ فِعْلٌ جامِدٌ لا يَتَصَرَّفُ، فَلا يَأْتِي مِنهُ مُضارِعٌ، ولا مَصْدَرٌ، وَلا اسْمُ فاعِلٍ، ولا غَيْرُ ذَلِكَ، وهو مِمّا يَخْتَصُّ بِهِ اللَّهُ تَعالى، فَلا يُقالُ لِغَيْرِهِ تَبارَكَ خِلافًا لِما تَقَدَّمَ عَنِ الأصْمَعِيِّ].

لذلك الأفضل والأحوط الابتعاد عن تسمية المولودة باسم {تبارك} لأنها تفيد التنزيه والتعظيم والتمجيد وهذه معان خاصة بالله تعالى.

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2021/07/25

المفتي


د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به