ما وجه التفريق بين الرسائل الربانية التي يرسلها تعالى لعباده جميعاً خلال حياتهم اليومية، وبين التي يرسلها عزّ وجلّ لرسله وأنبيائه ؟

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

ينبغي تحديد مفهوم الرسائل الربانية حتى يتضح المراد عند إطلاقها :

1- الرسائل التي يقصد بها إرسال رسالة حقيقية مباشرة من الله تعالى، فهذه لا تكون إلا عن طريق جبريل عليه السلام أو بإلهام مباشر من الله تعالى لأنبيائه تتضمن عقائد وأحكام ومبادئ وأخلاق وقصص، وهذه خاصة بالأنبياء عليهم السلام كما قال الله تعالى :

{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ}.

2- أما ما يتداوله الناس في كلامهم في موقف معين فيقولون : [إن هذا رسالة من الله لي أو للناس] فلا يقصد به أن هذا وحي من الله تعالى، وإنما من باب المجاز والتوسع في الكلام وليس على الحقيقة، وهو عبارة عن استنتاج لدلالات الآيات القرآنية والكونية، وفهم لمراد الله تعالى من خلقه وما يحبه ويرضاه، وما يبغضه وينهى عنه.

فكل ما تراه عينك أو تسمعه أذنك أو يحيط بك فهو رسائل من الله إليك لإرشادك وتنبيهك لتأخذ منها العبرة والعظة، فهي عبارة عن محطات لكي تنتبه وتراجع نفسك مع الله حتى لا يطول بك الأمل. 

والقرآن الكريم أكبر رسائل الله إليك في كل مرة تتدبره تجد رسالة جديدة من الله إليك، ومع القليل من التأمل تجد حلاً لكل ما تمر به، فحضور القلب مع القرآن يفتح لك بابًا عظيماً من الرسائل لكي تتأملها.

والله تعالى أعلم.