الفقه الإسلامي - الآداب و الأخلاق و الرقائق - الآداب - ما يتعلق بالوالدين و الأرحام و عامة الناس
رقم الفتوى 12882
نص السؤال مختصر

هل الديوث الذي يرى أخته أو أمه تخرج مع رجال غرباء ويعلم أن هذا خطأ ومحرم ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

جاء في  الموسوعة الفقهية الكويتية : 

[الدياثة لغة : الالتواء في اللسان، ولعله من التذليل والتليين، وهي مأخوذة من داث الشيء ديثا، ومنه اشتقاق الديوث، وهو الرجل الذي لا غيرة له على أهله، والدياثة بالكسر : فعله.

وفي اصطلاح الفقهاء : عرفت الدياثة بألفاظ متقاربة يجمعها معنى واحد لا تخرج عن المعنى اللغوي، وهو عدم الغيرة على الأهل والمحارم].

وجاء في الأحاديث الشريفة  تعريف الديوث بأنه الذي يقر الخبث في أهله، وبأنه الذي لا يبالي بمن يدخل على أهله.

فعن ابن عمر رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {ثَلَاثَةٌ قَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ الْجَنَّةَ مُدْمِنُ الْخَمْرِ وَالْعَاقُّ وَالدَّيُّوثُ الَّذِي يُقِرُّ فِي أَهْلِهِ الْخَبَثَ} رواه أحمد ، وفي رواية : قال الصحابة  : فما الديوث؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : {الذي لا يبالي من دخل على أهله}.

من العلماء من قصر الديوث على من يقر الزنا في أهله. 

ومنهم من جعله أعم من ذلك، فكل من لا يغار على أهله ويقر فيهم المنكرات كالتبرج والاختلاط فهو ديوث.

قال العلامة ابن حجر الهيتمي رحمه الله في كتابه الزواجر عن اقتراف الكبائر :

[قال العلماء : الديوث الذي لا غيرة له على أهل بيته].

وقال العلامة الطيبي رحمه الله : [أي الذي يرى فيهن ما يسوءه، ولا يغار عليهن ولا يمنعهن، فيقر في أهله الخبث].

وبناء على ما تقدم فإن الرجل الذي يرى أمه وأخته تخرجان مع رجال غرباء بدون محرم ولا ينكر عليهما ويرضى بذلك فهذا نوع من الدياثة المحرمة وفيه ابتعاد عن الاتصاف بالغيرة المحمودة، ولكن من استمر في الإنكار والنصيحة  ولم يُستجب له فقد قام بواجبه.

والله  تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2021/07/12

المفتي


د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به