العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - معتقدات فاسدة
رقم الفتوى 12825
نص السؤال مختصر

ما نظرة الإسلام للحظ ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

لا شيء في حياة الإنسان يعتمد على الحظ، والبعض يخطئ في فهمه للقضاء والقدر فيظن أن الأقدار هي التي جعلت بعض الناس حظوظها ناجحة وبعضهم حظوظها فاشلة. 

وهذا فهم خطأ مخالف لتعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية فالله تعالى كما أنه قدر الأقدار ولكن قدّر معها الأسباب والمسببات. 

والله تعالى قدّر هذه الحياة وأقامها وفق سنن وقوانين مبنية على الأسباب، ولكن المؤمن مع أخذه بالأسباب إلا أنه متوكل على الله تعالى ومعتمد عليه في تحقيق نتائج هذه الأسباب 

فالإنسان إذا كان مثابرا ومجتهدا فإنه بعون الله تعالى يستطيع أن يصل إلى هدفه الذي وضعه هو، فوصوله الهدف مشروط بالاجتهاد والسعي كما قال الله تعالى : {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}. 

وقد أرشدنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة إلى ضرورة الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله تعالى، كما نبّه النبيُّ صلى الله عليه وسلم على عدم تعارضها مع التوكل، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: {لو أنّكم توكّلتم على اللهِ حَقَّ توكُّلِه لرزقكم كما يرزقُ الطيرَ، تغدو خماصاً، وتعود بطاناً}. 

ففي هذا الحديث الشريف حَثٌّ على التوكل، مع الإشارة إلى أهمية الأخذ بالأسباب، حيث أثبتَ الغدوَّ والرواحَ للطير مع ضمان الله تعالى الرزق لها.

وأما الفاشلون فإنهم يطلقون على أنفسهم أنهم اصحاب الحظ العاثر، ويبحثون عن شماعة ليعلقوا فشلهم عليها، وهذا نتيجة اللامبالاة والاتكالية، وعدم محاسبة النفس وعدم مراجعتها للأخطاء التي تقع بها.

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2021/04/28

المفتي


د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به