العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - أركان الإيمان
رقم الفتوى 12757
نص السؤال مختصر

ما طبيعة العلاقة بين الإنس والجن ؟ وهل يوجد زواج أو معاشرة بينهما ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

1- القرآن الكريم أخبر عن الجن وأن لهم مواصفات وقوانين خاصة بهم، ويجب الإيمان بوجودهم حسب القدر الذي بيَّنه القرآن وأوضحته السنة النبوية الصحيحة ومن ذلك أنهم يروننا ولا نراهم كما في قوله تعالى : {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ}. 

ومن صفات الشياطين من الجن أنهم يقومون بالكيد والنزغ والوسوسة لبني آدم والمشاركة المعنوية وليست الحسية كما قال الله تعالى : {وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِى ٱلْأَمْوَٰلِ وَٱلْأَوْلَٰدِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَٰنُ إِلَّا غُرُورًا}. 

2- أما زواج الإنسي من الجنية أو الجني من الإنسية فهو باطل وممتنع وغير جائز، لأنه لا يوجد تواصل مادي بين عالم الإنس وعالم الجن في الأمور العادية فالجن عالم غيبي والإنس عالم الشهادة.

قال العلامة المناوي رحمه الله في شرح الجامع الصغير : [ففي {الفتاوى السراجية} للحنفية : لا تجوز المناكحة بين الإنس والجن وإنسان الماء؛ لاختلاف الجنس، وفي {فتاوى البارزي} من الشافعية : لا يجوز التناكح بينهما]، وقال العلامة الماوردي رحمه الله : [وهذا مستنكر للعقول؛ لتباين الجنسين، واختلاف الطبعين، إذ الآدمي جسماني، والجني روحاني، وهذا من صلصال كالفخار، وذلك من مارج من نار، والامتزاج مع هذا التباين مدفوع، والتناسل مع هذا الاختلاف ممنوع]،

ولا يوجد في كتاب الله ولا في سنَّة نبيه صلى الله عليه وسلم نصّاً يدل على جواز مناكحة الإنس الجن، بل الذي يستروح من ظواهر الآيات عدم جوازه ، فقوله في هذه الآية الكريمة : {والله جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً} [النحل:72] ممتنّاً على بني آدم بأن أزواجهم من نوعهم وجنسهم : يُفهم منه أنه ما جعل لهم أزواجاً تباينهم كمباينة الإنس والجن، وهو ظاهر، ويؤيده قوله تعالى : {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لتسكنوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم:21]، 

فقوله : {أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجا} في معرض الامتنان : يدل على أنه ما خلق لهم أزواجاً من غير أنفسهم. 

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2021/02/04

المفتي


د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به