العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - معتقدات فاسدة
رقم الفتوى 12314
نص السؤال مختصر

لي صديقة تسمع لعلي الكيالي وقد سمعت من أحد العلماء أن لديه مغالطات فكرية فكيف السبيل لإقناعها ؟ وما الدليل على انحرافاته ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله، والحمدلله ،والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ :

لقد ناقشت المهندس الكيالي على مدى خمس سنوات وأكثر ، وكشفت له أخطاء كثيرة من الناحية الشرعية واللغوية ، ولم يتراجع عن شيء منها ، وراجعت الكثير من المتخصصين في علم الفيزياء والفلك وأكدوا لي أن المعلومات الفيزيائية التي ينقلها المهندس الكيالي ليست دقيقة ، ويموه على الناس بأن ما يقوله هو ما أثبتته الاكتشافات العلمية الحديثة ، وأشهر من رد عليه الدكتور الفيزيائي محمد باسل الطائي وغيره .

وهذه بعض شذوذات المهندس الكيالي التي يخالف بها إجماع العلماء :

1- لا يعتمد كتب التفسير ولا الفقه ولا شروح الحديث، لذلك لا ينقل عن هذه الكتب ولا يذكر مرجعاً علمياً لادعاءاته، بل كثيراً ما يتهكم بالمحدثين والفقهاء والمفسرين.
لذلك يتخذ لنفسه منهجاً عقلانياً ، ويحمل الآيات ويقحمها في تفسيرات علمية لا تحتملها .

2- ويدعي قضايا غيبية لم ترد في القرآن والسنة مثل : إن نهاية العالم تكون بإرسال قذيفة تضرب الأرض من جانبها فتجعلها تعكس دورانها، ويكون مع هذه القذيفة ملائكة مهتمون فقط بقبض أرواح المؤمنين، وإن الثقوب السوداء تقوم بابتلاع وتنظيف ما على الأرض مما تناثر من الجبال وتزلزل من الأرض ، ويتخيل نهاية للعالم بعيدة عما جاء في القرآن والسنة.
و يرفض أحاديث صحيحة جاءت في قضايا غيبية لا مجال للعقل فيها، بل شأنه التسليم عندما يكون الحديث صحيحاً ، فقد أنكر أن يكون هناك ما يسمى الصراط في الآخرة، وقد اتفقت عليه الأحاديث الصحيحة.
وبالمقابل يخترع أحاديث كاذبة وينسبها للنبي صلى الله عليه وسلم وليس لها أصل في كتب الحديث الشريف مثل ( الإنسان أخو الإنسان شاء أم أبى ) .

3- يخالف علماء اللغة قاطبة بأمور لم تأت في اللغة ولا في الإعراب: على سبيل المثال (والنازعات غرقاً) فيقول غرقاً: العمل الموحد المشترك، وهذا لم ترد به اللغة على الإطلاق، وعندما تطالبه بمرجع واحد على صحة كلامه من معجم لغوي أو تفسير فلا يأت به على الإطلاق، مثلاً يقول: البعير جمعها : إبل، وقلت له : هذه جميع كتب اللغة قاطبة هل ذكرت هذا ؟؟!! وكان جوابه لي : ( إن مكتبته في حلب ) ، مع أنه يستطيع عن طريق المكاتب الإلكترونية أن يثبت ذلك من أي كتاب .
مع أن كتب اللغة قالت: جمع بعير أبعرة وبعران

4- يتجرأ على اتهام كبار علماء الأمة وحفاظها بالكذب كما في اتهامه لـ (زيد بن أسلم : لأنه روى حديث "ناقصات عقل ودين "، وهشام بن عروة بن الزيبر لأنه روى حديث "إن النبي صلى الله عليه وسلم قد سحر") ، وهما من كبار ثقات التابعين، وقد اتفق الحفاظ على عدالتهما.

5- يحاول إنكار المعجزات الواردة في القرآن الكريم مثل إحياء الموتى وعصا موسى، بأن هذا عبارة عن إعادة خفية دون تغيير حقيقي كما قاله في مقطع الفيديو (البعد الرابع) في برنامجه: (القرآن علم وبيان) بحجة أن الله تعالى (ولن تجد لسنة الله تبديلاً ) ، وإحياء الموتى لإبراهيم كان عن إعادة خفية كما تعيد الكاميرة الهدف بشكل بطيء، فهذا ما رآه سيدنا إبراهيم ، لأنه دخل تحت أحد الأبعاد الرياضية.

6- جعل حول الزكاة (١٠،٥) عشرة أشهر ونصف، وأوقع الأمة في الإثم عندما اعتبروا الحول سنة كاملة، فاعتبر المسلمين يؤدون الزكاة من كل ثماني سنوات سبع فقط، وتنقصهم سنة.
وألزم المسلمين وأوجب عليهم الصدقة مع كل صلاة فريضة انطلاقاً من قوله تعالى : ( فصل لربك وانحر ) فاعتبر النحر هو الصدقة مع كل صلاة.

7- اعتبر قاتل هابيل هو اسرائيل وليس قابيل، مع أن إسرائيل ذكر ضمن مجموعة الأنبياء كما قال الله تعالى : ( ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل)، وهو سيدنا يعقوب عليه السلام كما جاء في الأحاديث الصحيحة، وبه قال كل المفسرون.
8- ينكر رؤية الله في الجنة، ويؤول الآيات الواردة فيها تأويلاً بعيداً، ويرفض الأحاديث المتواترة الواردة فيها بحجج سقيمة.

9- في كل يوم يثبت لنا الباحث الكيالي جهله في اللغة العربية، وجرأته على الفتيا بغير علم، فقوله (لا يجوز استخدام آية النداء - يا- مع الله) كلام باطل، وحكم جائر وتقوُّلٌ على الله بغير علم، والدليل على أن حرف النداء يستخدم حتى مع الله تعالى قال ابن هشام في مغني اللبيب : ("يا" : حرف موضوع لنداء البعيد حقيقة أو حكماً، وقد ينادى بها القريب توكيداً)، فالله أقرب إلينا من حبل الوريد فيصح أن ينادى اسمه (يا الله).
وعلى العكس مما قال ، فإن علماء اللغة صرحوا أنه لا ينادى اسم الله إلا بـ "يا" من بين سائر حروف النداء الأخرى ، قال ابن هشام : (ولا ينادى اسم الله عز وجل، والاسم المستغاث، وأيها وأيتها، إلا بها) أي ب "يا" النداء.
وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم من دعا الله وناداه باسمه والدليل على ذلك : أوَّل هذا الدعاء وارِد في الـسُّـنَّة ، فقد دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ قَضَى صَلاَتَهُ ، وَهُوَ يَتَشَهَّدُ وَهُوَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . فَقَالَ : قَدْ غُفِرَ لَهُ قَدْ غُفِرَ لَهُ . ثَلاَثاً . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي ، وصححه الألباني والأرنؤوط .

10 - يعد زواج المؤمنين في الجنة زواجاً نفسياً وليس جنسياً، والحور العين عبارة عن ملائكة متصفون بالعذارة ( أبكاراً ) وهم فقط لخدمة المؤمنين ، وهو بذلك يتوافق مع المشركين الذين وصفوا الملائكة بالإناث لأن العذارة من صفاتهم.
11- يشذ فيقول: إن ملك اليمين الوارد في القرآن : هي الخادمة أو كل امرأة تعمل بأجرة، فهذا مخالف للقرآن نفسه، ومخالف للسنة الشريفة ، ومخالف لكل ما قاله علماء الأمة.
12- يدعي أن النبي صلى الله علبه وسلم هو أول من كشف طبقة الأوزون ، بحديث يقول إنه في صحيح مسلم حيث رأى في المعراج بحراً أخضر، وعند مراجعته وبيان أن هذا الحديث غير موجود في صحيح مسلم ، بل ولا في أي كتاب من كتب الحديث فهو حديث مكذوب ، ومع ذلك يصر ويكرره في برامجه وعلى صفحته على الفيس.
13- يتبع المهندس محمد شحرور في تفريقه بين النبوة والرسالة ، ويعد الطاعة المطلقة بصفته رسولاً ، ولا تجب له الطاعة المطلقة بصفته نبياً، وأن العصمة له فقط بكونه رسولاً ، وليست العصمة له بكونه نبياً ، لذلك تجده يلغي كثيراً من أحكام السنة النبوية لأنه يعدها صدرت عنه بصفة النبوة مثل : اللحية والتداوي بالحبة السوداء والسواك وغيرها ، حيث يقول : (لا يوجد في القرآن الكريم أيّ آية تقول : [ أطيعوا النبيّ ] ، و كلّ الآيات تقول ( أطيعوا الرسول ) ، مثال : ( مَنْ يُطع الرسولَ فقدْ أطاع الله ) النساء 80 ، لأنّ الرسول يُبلّغ أوامر الله : ( يا أيّها الرسول بلّغْ ما اُنْزلَ إليْك منْ ربّك ) المائدة 67 ، لذلك في [ الرسالة ] لا يوجد [ شاورْهُم في الأمْر ] ، لأنّ الطاعة فيها [ مُطلقة ] : ( و أطيعوا الله ورسوله )، أمّا كونه [ نبيّاً ] فعليْه أنْ [ يُشاور في الأمْر ] : ( و شاورْهُم في الأمْر ) و ليس له [الطاعة المُطلقة]، مثال : موضوع أسْرى معركة بدْر ، فقدْ تصرّف بصفته نبيّ ).
وهذا ما يقوله تماماً محمد شحرور حيث يقول في كتبه وموقعه : (الرسول الأعظم كان معصوماً من مقام الرسالة فقط، وليس من مقام النبوة، فالرسالة إلهية أبدية خاتمة لا يمكن الخطأ فيها، وجرى تبليغ الكتاب كله من مقام الرسالة، وبهذا المعنى يمكن أن نفهم {وماينطق عن الهوى* إن هو إلا وحي يوحى}، أما مقام النبوة الذي مارس فيه النبي (ص) تنظيمه للحلال وإدارة أمور مجتمعه فهو مقام المجتهد وفيه مكان للخطأ والصواب ومنه نفهم {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك}، فهو غير معصوم).

والله تعالى أعلم 

تاريخ النشر بالميلادي 2020/01/28

المفتي


د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به