أمي ترفض توزيع الإرث، فهل مطالبتنا بذلك يعد عقوقاً ؟

توفي حمايي من 15 سنه وترك بيتا كبيرا بإسمه يقدر ب 200 مليون وحتى الان لم يوزعو الميراث لأحد لان حمات متمسكه في البيت ولاتريد الخروج منه وبعض اولادها بحاجه بيوت ومحلات للشغل فكيف نقنع حماتي بضروره تأديه الحقوق وتوزيع الميراث وهل المطالبه بحقنا الشرعي عقوق لها

بسم الله، والحمدلله ،والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ :

مماطلة أحد الورثة أو تأجيلُه قسمةَ الإرث أو منع تمكين الورثة من نصيبهم بلا عذر أو إذن من الورثة محرَّم شرعاً، وصاحبه آثم مأزور، وعليه التوبة والاستغفار مما اقترفه، ويجب عليه رَد المظالم إلى أهلها؛ بتمكين الورثة من نصيبهم وعدم الحيلولة بينهم وبين ما تملكوه إرثاً.
لذلك ختمت آيات الميراث بالوعد الكريم بالجنة من الله تعالى لمن التزم أنصبتها وطبق مضمونها ، ولم يتجاوز حدودها فقال الله تعالى :
( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )
وبالمقابل الوعيد الشديد لمن تجاوز ذلك ولم يرض بقسمة الله ورفض إعطاء المستحقين من الورثة حقهم فقال الله تعالى :
( وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ )
المال سواء كان نقداً أم عقاراً وغيره ينتقل بعد الموت من ملك المُوَرِّث إلى ملك ورثته؛ لأنه ينقطع عن ملك المُوَرِّث بالموت .
وفي هذه المسألة المطروحة لا يحق للأم أن تمنع أولادها من حقهم في هذا البيت ، وخاصة في مثل حالة أولادها ذوي الحاجة الشديدة .
ولكن ينبغي على الأولاد تذكير أمهم باللطف ، ومحاولة إقناعها بالحسنى ، وتقديم بدائل مناسبة لها سواء بشراء بيت قريب من البيت التي اعتادته من أبيهم المتوفى ، وغير ذلك .
ومطالبة الأم بهذا الحق الشرعي لا يعد من العقوق بشرط أن يكون بالمعروف مع البعد عن الكلمات التي فيها إيذاء أو تطاول ، وكل هذا يقارنه الإحسان لها والبر بها .

والله تعالى أعلم