العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - الشبهات والاستشكالات
رقم الفتوى 12652
نص السؤال مختصر

ما الفائدة من حادثة شق الملائكة صدر الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ ولماذا لم يولد عليه الصلاة وسلم مبرّأً من حظ الشيطان ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

أما الفائدة من حادثة (شق الصدر) بالعموم، فقد ذكرتها الأحاديث الواردة في هذه الإجابة 12651 ، وأجملها في (3) نقاط :

1. استخراج (حظ الشيطان) من قلب النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يسلط عليه لأنه قد عصم منه بإزالة مداخل الشيطان وشهواته وشبهاته على قلبه الشريف.

قال القرطبي (وهذه العلقة المنتزَعَة من قلبه هي القابلة للوسواس والمحرِّكة للشهوات، فأُزِيل ذلك عنه، وبذلك أُعين على شيطانه حتّى سلم منه).

وإنما حصل له هذا في صغره حتى ينشأ على أكمل الأحوال وأحسنها مطهراً من عيوب الصبا وفورة الشباب. 

2. غسل صدره وقلبه الشريف بماء زمزم لتنقيته، ولتناله بركة الماء المبارك.

3. إفراغ (الإيمان) و (الحكمة) في قلبه وصدره الشريف، وزاد في بعض الروايات إفراغ (السكينة) و (الرأفة) و (الرحمة).

والمقصود هنا إفراغ ما يزيد (كمال الإيمان) و (كمال الحكمة) في صدره عليه الصلاة والسلام، بحيث يصل فيهما إلى أعلى المراتب البشرية، مع ما يصاحبهما من (السكينة) عند أسباب الفزع، و (الرأفة) و (الرحمة) بمن يدعوهم حتى وإن كذبوه وأساؤوا إليه حتى كاد أن يهلك حزناً عليهم ألاّ يكونوا مؤمنين.

(وإذا صلح القلب صلح الجسد) كما صح عنه عليه الصلاة والسلام، فكيف الظن بمن غُسل قلبه ونُقّي صدره بماء زمزم، ثم حشي إيماناً ومُلئ حكمة وأفرغت فيه السكينة وغرست فيه الرأفة والرحمة؟!

وأما الحكمة من حادثة (شق الصدر)، ولماذا لم يولد النبي صلى الله عليه وسلم مبرّأً من حظ الشيطان، مزيداً في إيمانه وحكمته منذ ولادته بدلاً من أن يحصل له كل هذا عبر شق الصدر، فالجواب عنه في نقاط :

1. إن في (شق الصدر) أمام الناس إظهار لكمال (باطنه) عليه الصلاة والسلام كما ظهر للناس كمال (ظاهره)، وإلا فكيف سيعرف الناس ما أكرمه الله به في (باطنه) لو ولد به مخفياً عن أعين الناس؟!

2. إن في (شق صدر النبي) أمام عينيه الشريفتين مع إخراج جوفه وقلبه إلى آخر ما حصل معه وهو ينظر إلى كل ذلك دون أن يتألم أو يخاف ما يورثه الشجاعة وعدم الخوف من شيء في الحياة، فإن أعظم ما قد يخافه الإنسان في دنياه قد حصل له أمام عينيه فما ضره منه شيء، فما الذي يمكن بعد ذلك أن يخيفه؟!

ولذلك كان عليه الصلاة والسلام كما أجمع أصحابه (أشجع الناس).

3. إن في إخراج (حظ الشيطان) من قلبه عليه الصلاة والسلام أمام عينيه، وبقاء أثر هذا الاستخراج في صدره يراه الناس (كما ذكر أنس وغيره) تثبيت له ولمن يراه (أن قلبه الكريم عليه الصلاة والسلام لا ينزغ فيه شيطان أبدًا، وإنه محفوظ معصوم لا يقربه شيطان في قلبه وفي سره، ليكون على يقين من خواطره أنها حق وصدق لا يتمارى فيها ولا يتردد) كما قال ابن هبيرة. 

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2020/10/04

المفتي


د. براء يوسف حلواني

د. براء يوسف حلواني

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به