اشترى الأب لأولاده الذكور بيوتاً ويعطي بناته كل حين مبلغاً مالياً أو هدية، إن كان لنا عنده حق وسامحناه فهل يسقط عنه الإثم ؟

فيما يخص شراء الاب للذكور بيوتا لكنه يعطي البنات كل فترة مبلغ نقدي او يهديهم هدايا طبعا ليس بنفس مقدار ثمن بيت
ما الحكم واذا نحنا البنات سامحناه هل يحاسب يوم القيامه القصد من السؤال ان لا يحاسب ابي وامي يوم القيامه ماذا عليي فعله؟

بسم الله، والحمدلله ،والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ :

في تصرف الأب مع الأبناء مالياً نميز بين مجموعة أمور شرعية وهي النفقة والهبة و الوصية والميراث.
أما الميراث فهو مؤجل لما بعد الموت ولا حكم فيه إلا لله تعالى وفق قواعد دقيقة نص عليها كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وكذلك الوصية التي هي تمليك مضاف لما بعد الموت كأن يوصي لأحد الأبناء ببعض ماله دون الآخرين وذلك لا يجوز شرعاً لأن الله تعالى أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث بنص قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 وسبق ذكر أحكام الهبة في هذه الفتوى 10899 .
وأما النفقة فلا حد فيها للكثرة والقلة والمساواة بين الأبناء فتختلف نفقة الكبير عن الصغير وكذلك المريض عن الصحيح والذي يدرس عن الجالس في البيت.
وهل يعد شراء بيوت للذكور دون الإناث من النفقة ؟ لا يعتبر شرعاً ذلك إذا ما اشتراها وسجلها في السجل العقاري بأسمائهم بل هي هبة حال الحياة الواجب فيها ما ذُكر في الفتوى المحال إليها، وأما إذا بقيت باسم الوالد و استعملها الأبناء حال حياة الوالد فإنها ترد في الميراث بعد الوفاة وتحسب من أصل التركة.

ولا سبيل لإنفاذ الوصية لأحد الورثة إلا بموافقة جميع الورثة ومسامحة الميت عند بعض الفقهاء بينما يبطل أكثر أهل العلم الوصية لوارث ويعدون التصرف لاغياً.
و في حالة المسامحة يسقط حق العبد ويبقى حق الله تعالى.
ونبارك في الأخت السائلة حرصها على مسامحة والديها لسقوط الإثم عنهما ولكن ننصحها باللجوء إلى قريب كعم أو خال أو صديق لمناصحة والدها وبيان حكم الله تعالى له وأن مصدر النصيحة هو المحبة له والرغبة في النجاة من عذاب الله تعالى وليس الحرص على الدنيا.

والله تعالى أعلم