الفقه الإسلامي - قضايا فقهية معاصرة - مستجدات العصر - اجتماعية
رقم الفتوى 10091
نص السؤال مختصر

ما حكم تخصيص الدولة يوم عطلة اسبوعي غير يوم الجمعة ؟

نص السؤال الكامل

 وأغتنم الفرصة لاستفتاء فضيلتكم بشأن مدى جواز تعطيل الجامعة يوم الأحد باعتبار أنه قد درج العمل على التعطيل يوم الجمعة فقط خلال تسع وعشرين عاما بنية مخالفة اليهود والنصارى ولكن هناك بعض المطالبات من قبل الهيئة الادارية لاقرار التعطيل يوما آخر أسوة بمختلف المؤسسات الجامعية والتربوية في لبنان وعلى أن يتم زيادة الدوام على مدى الأسبوع افساحا للمجال بالقيام بحق الأهل والأولاد والراحة التي تنعكس ايجابا على العمل وقد كلفتني اللجنة الادارية في الجامعة لاعداد مطالعة شرعية بالموضوع 

الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله ، والحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد : 

فإن تعطيل الدراسة ، وسائر المؤسسات والأعمال ، لم يرد فيه نص شرعي ، إلا وقت أذان الظهر من يوم الجمعة ، لقوله تعالى : “ يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلك خير لكم إن كنتم تعلمون “ ويجوز العمل مطلقاً قبل صلاة الجمعة وبعدها ، لقوله تعالى : “ فإذا قضيتم الصلاة فانتشروا في الأرض ، وابتغوا من فضل الله “ . 

وإن تنظيم الدراسة أصلاً في المدارس والجامعات ، وتنظيم الدوام في الوظائف والمؤسسات ، يتبع السياسة الشرعية فيما يتعلق به مصلحة ، فالتدريس في العهود الإسلامية يبدأ بعد صلاة الفجر ، أو بعد طلوع الشمس ، ويستمر إلى غروب الشمس ، أو إلى بعد صلاة المغرب والعشاء ، ولكن كان العلماء ، والحكام ، والولاة ، وأصحاب الأعمال ينظمون حياتهم بما يرونه مصلحة ، ومن هنا ظهرت عطلة يوم الجمعة في كثير من البلاد الإسلامية ، وأضيف لها في بعض البلاد عطلة يوم السبت لدواعي المصلحة والتربية والعادات والأنظمة المحلية والعالمية ، وتميزاً عن عطلة غير المسلمين يومي السبت والأحد ، وهو سائد أيضاً في بعض البلاد العربية والإسلامية ، كما يتم تحديد الدراسة والأعمال من الساعة الثامنة صباحاً مثلاً ، حتى الساعة الثانية ظهراً ، أو الخامسة عصراً .

ولذا أرى أنه لامانع شرعاً من التعطيل يومي الجمعة والسبت ، رعاية للمصلحة ، وهو السائد في معظم الجامعات والدوائر والمؤسسات في البلاد العربية والإسلامية ، وأخذاً بجانب المساواة بين موظفي الجامعة مع بقية الجامعات والمؤسسات ، وفيه فسحة للطلبة لزيارة أهليهم وذويهم ، وتجديد نشاطهم ، وتفرغهم للمذاكرة والبحث ، ويتم تعويض ذلك بزيادة الدوام والمحاضرات في سائر أيام الأسبوع ، وإذا حرص بعض الطلبة على الدراسة يوم السبت ، في أوقات متفرقة ، أو متقطعة ، فلا مانع من ذلك ، ويكون استثناءً ، ومن خارج المنهاج المقرر ، كدروس خاصة في الفقه أو التفسير أو الحديث أو الدعوة ، أو التهذيب والتزكية والأخلاق ، وهو نشاط إضافي ، ولا صفي ، وبذلك نحقق للهيئة الإدارية ، وللمدرسين ، وللطلبة ، الشعور بالمساواة مع بقية الجامعات ، ونرفع مايشعر به بعض الموظفين من الحيف ، والمخالفة لسائر الجامعات والمؤسسات ، والله تعالى أعلم .

تاريخ النشر بالميلادي 2018/11/11

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به