الفقه الإسلامي - المعاملات المالية - أحكام الإجارة - أحكام العمل والوظائف |
|
---|---|
رقم الفتوى | 10587 |
نص السؤال مختصر | متى يجوز العمل في مطاعم التي تقدم لحم الخنزير و الخمور ؟ |
الجواب الكامل | بسم الله ، و الحمدلله ، و الصلاة و السلام على رسول الله ، أما بعد : أوّلاً : العمل إن كان في أصله حلالاً كالمطاعم ، فيجوز العمل بها ، فإن اختلطت منتجاتها بين الحلال و الحرام كأن أُدخلت قطع لحم الخنزير في بعض أنواع البيتزا ، فيصير العمل حراماً . فإن كان العمل في أصله حلالاً و أضاف خدمة محرّمة ، كمطعم الوجبات السّريعة الّذي يقدّم الخمور ، فيجوز العمل إن كان لاعلاقة له بالخمور إطلاقاً لابتقديمها ولا بالإعانة عليها ، وإلّا حَرُم . و إن كان العمل حراماً في أصله ، فيحرم العمل فيه و إن لم يباشر الحرام ، كالبنوك الربويّة و الخمّارات و غير ذلك . ثانياً : المقيم في دول الغرب عادةً تمدُّه الدّولة بالمساعدة الماليّة لفترةٍ محدّدةٍ ، ومنتهى أمره أنّه يُمنح دوراتٍ لتعلّم لغة القوم ، وبعد تجاوزه مستوًى لغوياً معيّناً ، إمّا أن يَتمَّ توجيهُهُ لسوق العمل ، أو تُتاح له فرصة دراسة مهنةٍ ما ، أو إتمام تعليمه الجامعي، وفي أثناء دراسته تستمرُّ المساعدة الماليّة غالباً ، سواء من ذات الجهة الداعمة أو من جهة أخرى . فإن خُيّر بين عمل محرَّم و دراسة مهنةٍ ما ، حرُم عليه العمل . و إن وُجّه للبحث عن العمل ، فكانت المتاحة أمامه أعمالاً محرّمة ، و كان بإمكانه التّهرُّب منها ، بأن يُطيل فترة البحث ، حرُم عليه العمل ، وعليه أن يبحث عن مايحل العمل به . وإن ألزمته الدّولة إمّا أن يعمل خلال فترٍةٍ معيّنةٍ وإمّا أن تنقطع المساعدة الماليّة ، وبحث ولم يجد إلّا أعمالاً محرّمة ، جاز له العمل مؤقتاً بشرطين اثنين : أن يختار الأقلّ ضرراً ، كالعمل الّذي لايباشر فيه تقديم المحرمات ، وإن تساويا في الضّرر اختار أيَّها شاء . وعليه أن يبحث أثناء عمله عن عملٍ آخر مصدره حلالٌ . ثالثاً : الأورع و الأولى أن يبحث المرء عن الحلال الطّيب ولايُدخل جوفه شبهةً وألّا يُدخل جوفه الحرام وجوباً . قال صلّى الله عليه وسلّم : { إنَّه لا يربو لحمٌ نبت من سُحْت إلّا كانت النَّار أولى به } رواه التّرمذي. والسحت هو المال الحرام ،يذهب البركة . و من كان ماله حراماً لا تُقبل صدقته لقوله صلّى الله عليه وسلّم : { أيّها النّاس، إنّ الله طيبٌ لا يقبل إلّا طيّباً، وإنَّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال : ( يا أيَّها الرسل كلُّوا من الطّيبات واعملوا صالحا إنِّي بما تعملون عليم ) ، وقال : ( يا أيُّها الّذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ) }. رواه مسلم ولاتُستجاب دعوته إذ ذكر صلّى الله عليه وسلّم في الحديث ذاته :{ الرّجل يطيل السّفر أشعث أغبر يمدُّ يديه إلى السّماء : يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذِّي بالحرام، فأنَّى يُستجاب لذلك } رواه مسلم. ومن علم الله تعالى منه صدقاً في طلب الحلال أعانه ،والعمل المحرّم فتنة يختبر الله به صدق عبده ، قال تعالى :{ أحسب النّاس أن يُتركوا أن يقولوا آمنَّا وهم لا يُفتنون ( ٢ ) } [العنكبوت] ولا يكون ممن استسلم لشهوته و قيل فيهم :{ ألا في الفتنة سقطوا } [التوبة] ولْيتقِ الله ربَّه بجسده و زوجه و أولاده ، قال تعالى :{ ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ( ٢ ) ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكّل على الله فهو حسبه إنَّ الله بالغ أمره قد جعل الله لكلِّ شيءٍ قدراً } [الطلاق] والله تعالى أعلم |
تاريخ النشر بالميلادي | 2019/02/05 |