ما صيغة إحرام الحائض عند الإحرام ؟

إذا نوت الحائض في الميقات " نويت العمرة وأحرمت بها لله تعالى، وإن حبسني حابس فمَحِلي حيث حبستني" ، واستمرت حيضتها حتى يوم الخروج من مكة، ولم تعمل أي عمل من أعمال العمرة سوى الإحرام من الميقات، فهل اشتراطها عند الإحرام بهذا اللفظ يجعلها تتحلل بمجرد خروجها من الحرم؟ أم لا بدَ أن تذكر بصراحة عند الإحرام" نويت العمرة ، وإن استمرت حيضتي يوم خروجي من مكة صرت حلالاً؟ " أفتونا مأجورين .

الحمدلله

فإن الاشتراط في الإحرام هو أن يشترط الإنسان عند الإحرام أنه إن مرض مثلاً تحلل من الإحرام ، أو لسبب آخر، لحديث ضُباعة بنت الزبير بن عبد المطلب  رضي الله عنها التي قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حجّي واشترطي، وقولي : اللهم  مَحِلي حيث حبستني " رواه البخاري  ومسلم وغيرهما، وذلك رخصة من الشرع، وتخفيف لمنع الحرج والمشقة في البقاء على الإحرام، وهو مذهب الشافعي  وأحمد رحمهما الله تعالى. 

ومتى اشترط المحرم ذلك عند إحرامه، فوقع الشرط، كالمرض ونحوه، صار حلالاً بنفس المرض أو غيره، ولا يحتاج إلى نية التحلل، ولا يجب عليه هدي، ولا صوم ، إلا لمن لم يحج حجة الفرض والعمرة، فتبقيان على الوجوب ، وإن نوى التحلل عند إرادة الخروج فهو أحسن للخروج من الخلاف. 

وإن اشتراط التحلل ورد في المرض ، ويقاس عليه غيره من الأعراض الأخرى، كضلال الطريق، وفراغ النفقة، والخطأ في عدد أيام الشهر ، ونحو ذلك، فله حكم اشتراط التحلل بالمرض.

وإن إحرام المرأة ، وهي حائض، واشتراط حلها حيث حبسها أي منعها مانع من إتمام العمرة ، فإنها تقصد حتماً استمرار الحيض ،  أو طروء مانع آخر يمنعها من إتمام العمرة، ولا شك أن الوقت المعين لها لأداء العمرة محدد، كأسبوع أو عشرة أيام، فتعني إن استمر الحيضالحابس لها فهي حلال،  وهذا ما حصل، فإن انتهت المدة ، وقررت الخروج واللحاق بوسيلة السفر ، فقد حصل الشرط، وتم التحلل من العمرة ، ولا شيء عليها، أما إن قالت : إن استمرت حيضتي...، فهذا صريح وأكثر تحقيقاً للهدف.

وأكد الفقهاء أن الشرط له  تأثير في العبادات، فلو قال شخص : إن شفى الله مريضي صمت شهراً متتابعاً، أو متفرقاً، كان القائل على ما شرطه، والله أعلم.