الفقه الإسلامي - العبادات و ما يلحق بها - الصيام و الاعتكاف - الصيام |
|
---|---|
رقم الفتوى | 13238 |
نص السؤال مختصر | مريض ضغط وسكر، ممنوع من الصيام، ويحزنني جدا ذلك لما يفوتني من صيام رمضان وعرفة عاشوراء وغيرها من الأيام الفضيلة، ما نصيحتكم؟ هل أجبر نفسي على الصيام؟ |
الجواب الكامل | بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: اعلم أن تركك للصيام الذي منعك منه الأطباء أحب إلى الله تعالى من الصيام. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتَى مَعْصِيَتُهُ}. جاء في حاشية السندي: [قوله (يحب أن تؤتى رخصه) لأن الإتيان بها بمنزلة الاعتراف بحاجة العبد إليها، وأنها في محلها وعدم الإتيان بها بمنزلة القول باستغناء العبد عنها، وأنها في غير محلها]. واعلم أنه تعالى لن يحرمك الفضل والثواب بإذنه إن كنت صادقا في نيتك (بأنك كنت ستصوم لولا أن منعك الطبيب). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا، وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ}. قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ ؟ قَالَ: {وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ}. قال الإمام النووي في شرحه على مسلم: [قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم حبسهم المرض ) ، وفي رواية : " إلا شركوكم في الأجر " قال أهل اللغة : شركه بكسر الراء بمعنى شاركه . وفي هذا الحديث : فضيلة النية في الخير ، وأن من نوى الغزو وغيره من الطاعات فعرض له عذر منعه حصل له ثواب نيته ، وأنه كلما أكثر من التأسف على فوات ذلك ، وتمنى كونه مع الغزاة ونحوهم كثر ثوابه . والله أعلم]. والله تعالى أعلم. |
تاريخ النشر بالميلادي | 2024/10/18 |