ما الدليل على أن الأم تؤجر على رعاية أولادها وتربيتهم؟

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

١/ دلت النصوص الصحيحة أن المسلم لا يقوم بعمل مشروع يبتغي به وجه الله تعالى إلا أجر عليه وفي الحديث: (ما من مسلمٍ يغرسُ غرساً أو يَزْرَعُ زَرْعاً فيأكلُ منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ إلاَّ كان له به صدقة).

ومن هنا فقد قال العلماء (عادات المؤمن عبادات) فما يقوم به المؤمن مما اعتاد فعله يبتغي به وجه الله ويقوم به وفق منهج الله فهو عبادة بل إن عمله اليومي إذا ابتغى به وجه الله وكان العمل مشروعاً ولم يشغله عن فريضة فهو عبادة.

٢/ رعاية الأولاد واجب شرعي على الوالدين كل من مكانه ومع ذلك فإنهم يثابون عليه أعظم الثواب. 

روى أبو يعلى بسند حسنه ابن حجر الهيثمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنا أول من يفتح باب الجنة، إلا أني أرى امرأة تبادرني، فأقول مالك ومن أنت؟ تقول: امرأة قعدت على أيتام لي).

وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاءتني امرأة ومعها ابنتان لها، فلم تجد عندي شيئا غير تمرة واحدة، فأعطيتها إياها، فأخذتها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها شيئا، ثم قامت فخرجت وابنتاها، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم، فحدثته حديثها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ابتلي من البنات بشيء، فأحسن إليهن، كن له سترا من النار). 

والمراد بالإحسان إليهن صيانتهن، والقيام بما يصلحهن من نفقة وكسوة، وتعليم، وتأديب، ونحو ذلك.

وهذا الحديث خص البنات بالذكر لأنهن الأضعف والأحوج إلى الرعاية. 

والله تعالى أعلم.