من سافر لجدة للعمل و أراد أداء العمرة بعد ذلك ، هل يُحرم من الطائرة بأم بعد انتهاء العمل ؟

هناك كثير من الناس  من  ماليزيا سافروا إلى جدة للحضور في المؤتمرات تستغرق يوماً أو يومين ، هؤلاء يقصدون بسفرهم أداء العمرة أيضاً مع الحضور في المؤتمرات ، القصد الأصلي الحضور في المؤتمرات والعمرة تبع له ، هل يجوز لهم الإحرام من جدة بعد انتهاء المؤتمر ؟ أم يجب عليهم الإحرام في الطائرة ، ويحضرون المؤتمرات بلباس الإحرام ، كما تعلمون أن الطائرة من ماليزيا تمر بميقات قرن المنازل قبل النزول في مطار جدة ؟

بسم الله ، والحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على رسول الله  ، وبعد :

فإن مدينة جدة داخل المواقيت للحج والعمرة عند أكثر العلماء ، فمن قصد الحج أو العمرة فيجب أن يحرم من الميقات ، فإن جاء بالبحر فيحرم قبل وصول جدة .

أما إذا كان قصد الإنسان العمل في جدة أو اي بلد داخل الميقات ، فلا يجب عليه الإحرام قبل دخول جدة ، أو قبل دخول الميقات، لأن قصده الأصلي  هو أداء هذا العمل ، فإن أراد التوجه لأداء الحج أو العمرة بعد انتهاء عمله فإنه يُحرم  من مكانه فقط ، لأنه صار من أهل المواقيت ، وأن نيته  العامة السابقة  أن يحج أو يعتمر لا تؤثر في ذلك ، لأنها أمر تبعي ، وذلك لاحق لعمله الأصلي ، لأنه قد يؤدي عمله ويغير نيته فيرجع إلى بلده ، وهذه النية التابعة لا تُعتبر إحراماً  للحج أو للعمرة  ، كمن ينوي في بلده أن يسافر إلى الحج والعمرة ، ثم يغير نيته ، أو يمتنع عليه السفر ، بخلاف من وصل إلى المواقيت ، فيجب عليه الإحرام بالحج أو العمرة عند الميقات ، فإن منع من الأداء لسبب ما فهو الُمْحصر وله أحكامه كما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى : " وأتمو الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى ، ولا تحلقوا رؤسكم حتى يبلغ الهدي محله "  البقرة / 196 ، والله أعلم .