الفقه الإسلامي - الآداب و الأخلاق و الرقائق - الآداب - أحكام اللسان
رقم الفتوى 13122
نص السؤال مختصر

حُكم التهنئة بالعام الميلاديّ؟ 

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

السّنة الشّمسيّة أو التأريخ الشّمسيّ كان موجوداً واستخدمه الرّومان نصف قرنٍ من الزمان قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام، ثم استخدمه النصارى بعد ستّة قرون للتأريخ لميلاد عيسى عليه السلام، فسُمّيت السّنة بالسنة الميلادية بسبب تلك النِّسبة الشريفة. 

والسّنة القمريّةُ أو التأريخ القمريّ كان موجوداً قبل الإسلام واستخدمه العرب - ومنهم المسلمون - بعد الإسلام، ثمّ بدا للصحابة الكرام في عهد عمر بن الخطاب التأريخ لهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فسُمّيت السّنة بالسنة الهجرية بسبب تلك النسبة الشريفة.

فلا السّنة الميلادية سنةٌ (نصرانيّةٌ) بالمفهوم الدّيني ولا السّنة الهجرية سنة (إسلامية) وشعيرةٌ من شعائر الدّين، كلّ ما في الأمر أنّ النصارى والمسلمين استخدموا التقويم السائد في عصرهم للتأريخ لأحداثٍ دينيّةٍ مُهِمّة.

أما إجماع الصحابة على التأريخ الهجريّ (أو القمريّ) فليس فيه دلالةٌ على حُرمة أو كراهة استخدام تأريخٍ أو تقويمٍ غيره، بل إنّ القرآن الكريم أشار للتقويم الشمسيّ والقمريّ كليهما، فقال تعالى {هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً وقدّره منازل لتعلموا عدد السّنين والحساب}.

قال شيخ المفسرين الطبري: 

[.... فإن في ذلك وجهين : أحدهما : أن تكون الهاء في قوله : {وقدره} للقمر خاصة، لأنّ بالأهلة يعرف انقضاء الشهور والسنين، لا بالشمس، والآخر: أن يكون اكتفى بذكر أحدهما عن الآخر....] يعني يكون التقويم بكليهما. 

وفي سورة الكهف كذلك إشارة إلى جواز الحساب بكليهما، فقوله تعالى {ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً} أي : ثلاثمائة سنة شمسية أو ثلاثمائة وتسع سنين قمرية !

إذا ثبت ذلك فالتهنئة بالعام الميلاديّ الجديد أمرٌ مباحٌ إباحةً أصليّةً وهو من قبيل الدعاء للناس بالخير، إذ لا فرق أن تقول للناس في الصباح: صباحُ الخير، وفي المساء : مساءُ الخير، وعند النوم: تصبحون على خير، وبين أن تقول لهم في العام الجديد : كل عام وأنتم بخير. 

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2023/01/10
اسم المصدر نقلاً عن د. معن القضاة