الفقه الإسلامي - الآداب و الأخلاق و الرقائق - الآداب - ما يتعلق بالوالدين و الأرحام و عامة الناس
رقم الفتوى 13097
نص السؤال مختصر

تكثر شكوى الأقارب بأن أقاربهم الأغنياء لا يساعدونهم أو يقدمون الغرباء عليهم، فما نصيحتكم للطرفين ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

إن أسباب تخلي الكثير من الأغنياء عن أقاربهم كثيرة، منها:

1- جهلهم بحقيقة حال أقاربهم: إذ أكثر الأحيان ليس لهم إلا الظاهر، فيظن قريبه مكفياً بمدخوله أو آخر يسنده. 

أو لا تصل لهم حقيقة التفاصيل الداخلية المتعبة بالشكل التي هي عليه.

2- التبرع في جهات أخرى يرى نفع صدقته فيها أكبر من صدقته على قريبه: كالتبرع لفقير غريب أحوج بكثير من قريبه، أو أكثر التزاما منه، أو لجهة أو مشروع خيري أو دعوي يعود نفعه على العدد الغفير.

3- ما يتعلق بقريبه: كاعتقاد المتبرع أن قريبه لا يستحق ، كأن يكون مقصرا في الأخذ بأسباب الرزق أو لا يحسن التصرف بالمال، أو أنه من المذنبين المجاهرين فلا يريد دعمه ومساندته. 

أو لوجود ضغينة بينهما لسبب ما {قديم أو حديث، ظاهر أو باطن}، أو أنه يعلم منه الحسد والحقد، أو أن إعطاءه سيلزمه بإعطاء فلان أو فلان فإن أعطى البقية أُحرج وإن لم يعطهم صار في قلبهم شيء عليه. 

4- ما يتعلق بالمتبرع: كأن يكون مريض القلب فيحب أن يرى قريبه محتاجا ونحو ذلك.

الخلاصة: إن الأسباب كثيرة، منها المعتبر، ومنها غير المعتبر، فينبغي على الفقير أن يأخذ بأسباب الرزق وأن يعلّق أمله بالله عز وجل وأن يعلم أن رزقه في السماء، وأنه سيأتيه سواء ساعده قريبه الغني أم تخلى عنه، فلا يتكل على غير الله تعالى، {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق : 3]. 

بل ربما صرف الله عنه مساعدته لمنٍّ وأذى كان سيطاله منه أو لأن الله لا يريد أن يجعل له عليه منة وفضلاً فيشعر بالنقص أمامه.

أو لأن الله لم يكتب له من الرزق زيادة على ما يملك فألهم قريبه أن يمتنع عن مساعدته. 

وينبغي على الغني أن ينوّع فيتصدق للقريب وللغريب وللجهات الدعوية والإسلامية الدعوية. 

فلا يترك القريب لأنه محسوب عليه، فكم من مساعدة غريب لم تصل لقريبك لظنه أنك تساعده! 

بل يبدأ بقريبه، فيتفقده ويسنده لأن الأقربين أولى بالمعروف، ثم ينتقل لغيرهم. 

ولا يترك الغريب المحتاج إذ إن قريبه قد خذله فلا تخذله أنت أيضاً. 

ولا يترك دعم المؤسسات الدعوية والإسلامية لما فيها من عظيم الأجر ولأن وجودها يدعم الإسلام والمسلمين. 

وينبغي على الأقارب أن ينبهوا الغني على حقيقة حال قريبه الفقير لعله يجهلها، وهو من التعاون على البر والتقوى. 

والله الموفق لما يحبه ويرضاه. 

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2022/10/04

المفتي


قسم الإفتاء

قسم الإفتاء

المحتوى الخاص به