الفقه الإسلامي - العبادات و ما يلحق بها - الزكاة - صدقة التطوع
رقم الفتوى 13062
نص السؤال مختصر

أريد إنشاء صدقة جارية بتكلفة عشرة ملايين ل.س فما نصيحتكم ؟ أي صدقة جارية أفضل ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له} رواه الترمذي. 

وفي حديث آخر : {نِعِمَّا بِالْمَالِ الصَّالِحِ لِلرَّجُلِ الصَّالِحِ} رواه أحمد. 

فهنيئا لمن وفقه الله لعمل صدقة جارية في حياته.  

وأفضل استثمار أن يُستثمر في الإنسان والبنيان، فهما أكثر مجالين يُرجى لهما الاستمرار أمدا بعيدا، ربما استمر نفعهما عقودا بل قروناً طويلة، والله يختص برحمته من يشاء.

وعليه فأفضل صدقة جارية الآن فيما نعتقد : تزويج شاب صالح فقير، إذ يُرجى لمن تصدق وأسس أسرة أن يكتب الله كل ما تعمل هذه الأسرة وذرياتها من خير إلى يوم القيامة. 

والمبلغ المذكور {عشرة ملايين} يمكن أن تؤمن للشاب حاليا : خاتما الخطبة، غرفة نوم، براد، غسالة نصف أوتوماتيك، فرن غاز، وبعض النثريات كالمروحة والمدفئة والسجادة.

وحفلة بيتية صغيرة للنساء.

ويمكن لاحقا للمتصدق أن يرصد المبالغ الأخرى التي تزيد على المبلغ المذكور أو التي سيرصدها لاحقا أن يقسمها أجزاء صغيرة ليدفعها في وجوه أخرى للصدقة الجارية، فيجعل له أسهما فيها :

كالمساهمة ببناء مسجد أو معهد {ولو بمليون ليرة}.

المساهمة في دفع قسط جامعي لطالب علم يُرجى منه نفع الناس، سواء كان طالب علم ديني أو دنيوي. 

المساهمة بدعم المؤسسات الدعوية سواء البنيان أو كادرها التعليمي، كالمعاهد والدورات المسجدية وغيرها. 

المساهمة الطبية كدفع تكاليف ولادة امرأة فقيرة صالحة، وعلاج أسنان أو مرض ما لأسرة فقيرة. 

والمقصود أن يؤسس المحسن صدقة جارية خاصة به وأن يُساهم في صدقات أخرى فلا يعلم أيها يتقبلها الله منه وبأيها يرحمه ويغفر له.

ولا ينبغي أن ينقطع عن بقية الصدقات كإغاثة الملهوف وقضاء حاجته وغير ذلك لما فيها من عظيم الثواب. 

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2022/06/17

المفتي


قسم الإفتاء

قسم الإفتاء

المحتوى الخاص به