إن تنازع الزوجان في التسمية فالقول لمن ؟ وما حكم غضب الجدين اللذين غضبا لعدم تسمية الحفيد كما أرادا ؟

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

1- الأفضل التشاور بين الزوجين في اختيار اسم مولودهما، فإن تنازعا فالقرار للأب لأنه القيّم وإليه يُنسب (1).

2- كون التسمية حق للأب لا يبطل جهود الأم في الحمل والولادة والتربية، فكما جعل لها الشرع حقوقا – كالحضانة وكتقديمها بالبر على الأب - جعل كذلك للأب حقوقا، فينبغي عليها احترام حقوق الآخر كما ينبغي للآخر احترام حقوقها، أما اعتقاد بعض النساء أنها المضحية الأولى والأخيرة في سبيل طفلها وأنه ملك لها لا نصيب فيه لغيرها وأنها الأحق بكل شيء يخصه = فهذا اعتقاد عاطفي بعيد عن الصواب بعيد عن الواقع.

3- ليس للجدين حق بالتدخل في تسمية حفيدهما، ومخالفة رأيهما لا يعد من العقوق وإن عدّوه كذلك، وبالتالي فغضبهما على والدي المولود لأجل عدم حصول مرادهما لا يقع، لأنه غضب بغير حق، كذا الدعاء عليهما لأجل ذات السبب لا يُستجاب، وينبغي على الجدين ترك الخوض في هذا الأمر - اللهم إلا من باب النصيحة - وتركه لمن هم أحق به منهما، فإن شاء الابن بعد ذلك أن ينزل عند مراد والديه في تسمية ابنه فهو مبرور مشكور.

والله تعالى أعلم.

الهوامش :

1- جاء في منح الجليل للشيخ عليش المالكي : [تسمية ‌المولود ‌حق أبيه].

وقال الشرواني الشافعي في حاشيته على تحفة المحتاج : [ينبغي أن ‌التسمية ‌حق من له عليه الولاية من الأب وإن لم تجب عليه نفقته لفقره].

أما ابن القيم الحنبلي فقال في تحفة المودود : [‌‌الفصل الخامس في أن ‌التسمية ‌حق ‌للأب لا للأم : هذا مما لا نزاع فيه بين الناس وأن الأبوين إذا تنازعا في تسمية الولد فهي للأب والأحاديث المتقدمة كلها تدل على هذا وهذا كما أنه يدعى لأبيه لا لأمه فيقال فلان ابن فلان قال تعالى {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله} الأحزاب 5 والولد يتبع أمه في الحرية والرق ويتبع أباه في النسب والتسمية تعريف النسب والمنسوب ويتبع في الدين خير أبويه دينا فالتعريف كالتعليم والعقيقة وذلك إلى الأب لا إلى الأم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ولد لي الليلة مولود فسميته باسم أبي إبراهيم].