العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - الشبهات والاستشكالات
رقم الفتوى 13051
نص السؤال مختصر

كيف نقي أنفسنا وأهلينا من الشُبه ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

 فالوقاية من الشبه تكون بعدة أمور :

أولاً، التنشئة الدينية الصحيحة المبنية على علم حقيقي، بعيداً عن العادات والتقاليد، فإن علم الشاب أن أكثر المعلومات الدينية التي تربى عليها ليست صحيحة وأن أغلب الأشخاص الذين درس عليهم ليسوا مختصين بل هم حقيقة جهلة، فحينئذٍ يسقط في دائرة الشك وتنعدم الثقة فيما تلقاه ولم يعرف صحته بعد، وتنعدم ثقته في المعلومات التي تبث له فيما يستقبل من عمره، وحينئذ لا يعتمد إلا على نفسه في تحصيل العلم دون معلم مختص ثقة، فيسقط في هاوية الشبهات دون منقذ له ولامعين. 

فلا بد من طلب العلم : وليس الغاية منه قراءة الكتب، بل أي كتاب؟ وليست الغاية حضور مجالس العلم، ولكن أي علم وعند من؟

فالمعول عليه انتقاء المحتوى والمعلم والكيفية، وإلا أضر المرء بنفسه وهو يظن أنه على خير.

ثانياً، تجنب مواطن الشبهات: فمن يتتبعها يوشك أن يُفتن بها، ومن تتبعها يعلم يقيناً خبث من يطرحها والجهد الذي يبذله لينتقيها، وتجنبها ليس خوفاً من أن يُكشف في الإسلام عيب يسقطه، على العكس ولكن من تعرّض للشبهات يوشك أن يوكل إلى نفسه، ومن يكله الله إلى نفسه يضل، والواقع يبين كيف أن الكثير من المسلمين يظن نفسه على قدم راسخة في العلم والإيمان فيدخل معترك الشبهات يطلب دفعها، فيرى نفسه عاجزاً فيُفتن، { وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون } آل عمران[ 117].

بخلاف من ترد عليه الشبهات وهو بعيد عنها فهذا تحوفه معونة الله في ردها الرد المحكم إن اتكل في ردها على المولى سبحانه.

ثالثاً، العلم بأن الأبحاث العلمية يعبث بأكثرها، وهي موجهة وممولة وليست حرة ولا تنطلق من موضوعية علمية، تشبه الإعلام العالمي واحتكامهم للقادة السياسيين. ومن اطلع على سلسلة رحلة اليقين - المنشورة على اليوتيوب - وغيرها يعلم حقيقة ذلك.

فلا بد من التأكد من مصداقية المعلومات العلمية قبل تصديقها وتداولها، خاصة تلك التي تبث بين المسلمين، وتثبت أن معلومة علمية مكتشفة حديثاً حدّث عنها الوحي قبل أربعة عشر قرناً، والكثير من هذه المعلومات مكذوبة ويتداولها المسلمون عن جهل، فتتحول لشبه تصد غير المسلمين عن الإسلام، لما يرونه من كذب المسلمين لإثبات دينهم.

رابعاً، العلم بأن انعدام الإجابة عند المختص لا يعني أن السؤال لا إجابة عليه، وهذا يعلمه طلاب العلوم الدنيوية فكم من أستاذ جامعي أجاب بلا أعلم ثم بعد سنوات علم السائل بالإجابة من مصدر آخر، {وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} اﻹسراء [ 85].

خامساً، العلم بأن كل عالم معرض للفتن، فإلحاده لا يضرني بل يضره، فإمامنا الدليل وليس شخصاً معيناً، كذا لو نصر ظالماً أو قتل أو فُضح بعلاقات غير شرعية. فسقوطه لا يعني سقوط الدين. 

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2022/05/08

المفتي


قسم الإفتاء

قسم الإفتاء

المحتوى الخاص به