الفقه الإسلامي - أصول الفقه - مسائل أصولية - متفرقات ( أصول )
رقم الفتوى 12986
نص السؤال مختصر

هل من أدى عبادة في وقت مكروه أو مكان مكروه لا ثواب له ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

عرّف الأصوليون المكروه بأنه : ما طلب الشارع - أي الشرع - تركه طلباً غير جازم. وحكمه : أن يُمدح ويُثاب تاركه امتثالا، ولا يُذم ولا يُعاقب فاعله.

والموصوف بالكراهة إما أن يكون في أصله مباحاً ففاعله لا شيء عليه.

وإما أن يكون في أصله مستحباً {كإفراد يوم الجمعة بالصيام عند الشافعية والحنابلة} ففاعله يُثاب من جهة كون الذي فعله مستحباً، ولو تركه لأُثيب ثواباً أعظم من جهة أنه امتثل لأمر الشرع الذي كرهه في هذا الموطن. 

ولا يُمكن أن يُقال إن فاعل المكروه لا يُثاب مطلقاً، لأنه قد يؤدي عبادة {كمثال الصيام السابق}، وقد أتى بشروطها وأركانها، ولم يتلبس بمحرم، فاستحق الثواب، لقوله تعالى :{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ} [آل عمران : 195]، والنصوص في هذا المعنى كثيرة. 

ولو لم يؤجر لكان حرمانه نوعاً من العقاب، وفاعل المكروه لا يُذم ولا يُعاقب كما سبق في التعريف.

وهذا ليس تشجيعاً على إتيان المكروهات ولكن بيان للمسألة، ولا شك بفضيلة الخروج من دائرة المكروهات، ودأب الصالحين التورع عن إتيان المكروهات تورع غيرهم عن إتيان المحرمات. 

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2021/12/24

المفتي


قسم الإفتاء

قسم الإفتاء

المحتوى الخاص به