الفقه الإسلامي - العبادات و ما يلحق بها - ما يلحق بالعبادات - الأدعية و الرقائق و الأذكار
رقم الفتوى 12975
نص السؤال مختصر

هل يصل إلى الله تعالى الدعاء بالقلب دون تحريك اللسان أو التلفظ به ؟ وهل يؤجر عليه العبد ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

فالذي يظهر أن دعاء المرء ربه في نفسه دون تحريك لسان ولا إصدار صوت = يصح ويؤجر عليه. 

يصح : لأنه طلب من الله تعالى، والله يعلم السر وأخفى، وكم من دعوة في السر أُجيبت.

ويؤجر عليه : لأنه عبادة ولا يُشترط فيها الجهر بها .

ولكن أجر الدعاء في النفس دون أجر الدعاء بتحريك اللسان أو بصوت، لأنه كلما استخدم في عبادته من الأعضاء والحواس أكثر كلما زاد أجره، كما أن قارئ القرآن من المصحف أعظم أجراً من القارئ غيباً، لأن القارئ من المصحف استخدم حاسة النظر أيضاً، قال النووي رحمه الله تعالى في الأذكار :

[قراءة القرآن في المصحف أفضل من القراءة من حفظه ، هكذا قاله أصحابنا، وهو مشهور عن السلف رضي الله عنهم، وهذا ليس على إطلاقه، بل إن كان القارئ من حفظه يحصل له من التدبر والتفكر وجمع القلب والبصر أكثر مما يحصل من المصحف، فالقراءة من الحفظ أفضل، وإن استويا، فمن المصحف أفضل، وهذا مراد السلف].

ومثل ذلك أيضاً ما ذكره النووي عند ذكر الخلاف بين الفقهاء أيهما أفضل الذكر بالقلب أم بالقلب واللسان ؟ فقال :

[و إنما الخلاف فى ذكر القلب بالتسبيح المجرد ونحوه والمراد بذكر اللسان مع حضور القلب فإن كان لاهيا فلا واحتج من رجح ذكر القلب بأن عمل السر أفضل ومن رجح ذكر اللسان قال لأن العمل فيه أكثر فإن زاد باستعمال اللسان اقتضى زيادة أجر].

ولا تُقاس على الدعاء في النفس الأذكار المشروعة في الصلاة أو التي فيها من قال كذا فله كذا {فهذه قد اشترط الفقهاء التلفظ بها، أو تحريك اللسان كحد أدنى على خلاف بينهم}، لأن هذا النوع من الأذكار الجهر فيها مقصود، وليس كل ذكر مشروط فيه الجهر، وقد اختلف العلماء في أجر من ذكر بقلبه هل يؤجر عليه أم لا ؟ قال ابن حجر الهيثمي في فتاواه :

[قولهم ذكر القلب لا ثواب فيه : فمن نفى عنه الثواب أراد من حيث لفظه، ومن أثبت فيه ثوابا أراد من حيث حضوره بقلبه كما ذكرناه، فتأمل ذلك فإنه مهم]. 

قلت ومثله الدعاء في القلب فتوجيه العبد قلبه بالطلب من الله مما يؤجر عليه، وتلفظه به مما يثبت له أجرا ثانيا.

أضف إلى أن خفية في قوله تعالى : {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} [الأعراف : 55] تحتمل من حيث اللفظ أن يكون المقصود الدعاء سرا عن الخلق أو سراً في النفس، والأمر واسع. 

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2021/12/08

المفتي


قسم الإفتاء

قسم الإفتاء

المحتوى الخاص به