العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - الشبهات والاستشكالات
رقم الفتوى 12960
نص السؤال مختصر

أليس حب الناس للعصاة دليل على حب الله لهم ؟

نص السؤال الكامل

أليس حب الناس الكثير جداً للشخصيات المشهورة كالمغنين والممثلين وغيرهم من المسلمين وغير المسلمين دليل على حب الله لهم كما في الحديث : {إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبداً نادى جبريل : إن الله قد أحب فلانا فأحبه. فيحبه جبريل، ثم ينادي جبريل في السماء : إن الله قد أحب فلانا فأحبوه. فيحبه أهل السماء، ويوضع له القبول في أهل الأرض} ؟

الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

فهذا فهم للحديث يُقطع ببطلانه، إذ العاصي المشهور قد اشتُهر بفسقه، وأحبه من أحبه من الناس لأجل ذلك، فكيف يحبب الله خلقه بما حرمه هو جل جلاله ؟

قال ابن حجر في فتح الباري : [وقع في بعض طرقه بيان سبب هذه المحبة والمراد بها، ففي حديث ثوبان: {إن العبد ليلتمس مرضاة الله تعالى فلا يزال كذلك حتى يقول: يا جبريل إن عبدي فلانا يلتمس أن يرضيني، ألا وإن رحمتي غلبت عليه ...} الحديث أخرجه أحمد والطبراني في الأوسط، ويشهد له حديث أبي هريرة الآتي في الرقاق ففيه: {وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ...} الحديث]. 

ونقل ابن حجر رحمه الله عن أحد الشيوخ قوله : [ويؤخذ من هذا الحديث الحث على توفية أعمال البر على اختلاف أنواعها فرضها وسنتها، ويؤخذ منه أيضا كثرة التحذير عن المعاصي والبدع؛ لأنها مظنة السخط وبالله التوفيق].

وتتمة الحديث المقصودة قوله صلى الله عليه وسلم : {وإذا أبغض - أي الله تعالى - عبدا دعا جبريل، فيقول : إني أبغض فلانا فأبغضه. فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء : إن الله يبغض فلانا فأبغضوه. فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض} رواه مسلم.

يُضاف لما سبق ما ذُكر في القرآن الكريم مما يعم أهل الفسق والفجور، قال تعالى : {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [المائدة : 64] والفاسق المجاهر بفسقه مُفسد يفسد البلاد والعباد، وهو أيضا ظالم لنفسه بما يحمّلها من إثم وظالم لغيره بتعليمهم فنون الفساد، قال تعالى : {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران : 57]، والآيات كثيرة في هذا المعنى، والخلاصة أن المراد في الحديث هم أهل الصلاح، والمحذر منهم في الحديث هم أهل الفجور.

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2021/11/14

المفتي


قسم الإفتاء

قسم الإفتاء

المحتوى الخاص به