العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - الشبهات والاستشكالات |
|
---|---|
رقم الفتوى | 12949 |
نص السؤال مختصر | كيف يموت رسول الله صلى الله عليه وسلم من أثر سم شاة اليهودية والله قال في كتابه والله يعصمك من الناس ؟ خاصة أنه من المؤكد أنه صلى الله عليه وسلم كان يومها قد قرأ الأذكار وحصن نفسه ؟ |
الجواب الكامل | بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد : ذكر العلماء وجوهاً في معنى العصمة، وكلها لا تتعارض مع موته صلى الله عليه متأثرا بالسم، منها : 1-ذكر الألوسي في روح المعاني : وأجيب بأنه سبحانه وتعالى ضمن له العصمة من القتل ونحوه بسبب تبليغ الوحي. 2 - قال أبو حفص الحنبلي في اللباب : المراد به عصمة القلب والإيمان لا عصمة الجسد عما يرد عليه من الأمور الحادثة الدنيوية، فإنه عليه السلام قد سحر وكسرت رباعيته، ورُمي عليه الكرش والثرب، وآذاه جماعة من قريش. 3 - قال السندي في حاشيته على مسند أحمد : ولا ينافي ذلك قوله تعالى: (والله يعصمك من الناس) إذ يكفي فيه العصمة عن القتل على الوجه المعتاد فيه، وقد عصم منه صلى الله عليه وسلم بلا ريب. والأقوال الثلاثة تحتمل الصحة والأول بأن المراد عصمته حتى تبليغه صلى الله عليه وسلم الوحي أوجه، وموته صلى الله عليه وسلم متأثرا بالسم أفضل، قال أبو العباس القرطبي في المُفهم : لم يضرَّ ذلك السُّم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ طول حياته غير ما أثَّر بلهواته وغير ما كان يعاوده منه في أوقات، فلما حضر وقت وفاته أحدث الله تعالى ضرر ذلك السُّم في النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فتوفي بسببه ، كما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ في مرضه الذي توفي فيه : (( لم تزل أكلة خيبر تعاودني ، فالآن أوان قطعت أبهري )). فجمع الله لنبيِّه فيه بين النبوَّة والشهادة مبالغة في الترفيع والكرامة. أما عن الأذكار فهي سبب للتحصين، لا أن من أتى بها حصل له التحصين يقينا، كالدواء فإنه سبب للشفاء لكن ليس من أخذه ضُمن له الشفاء يقينا، فقد يُشفى وقد لا يشفيه الله تعالى به. والله تعالى أعلم. |
تاريخ النشر بالميلادي | 2021/11/01 |