استشارات و نصائح - الاستشارات - استشارات متنوعة - هموم الشباب
رقم الفتوى 12946
نص السؤال مختصر

كيف أشكر نعم الله علي مع شعوري الدائم بالتقصير ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

فشكر نعم الله تعالى كلها متعذر لأنه يتعذر علينا إحصاؤها، قال تعالى : {وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها} [ابراهيم : 34].

وشكر نعم الله تعالى التي أدركها عقلنا البشري القاصر كما ينبغي علينا شكرها أيضا متعذر، قال الطيبي في شرح المشكاة أثناء حديثه عن مسألة سجدة الشكر : [ونضر الله وجه أبي حنيفة فقد بلغنا عنه أنه قال وقد ألقى هذه المسألة: لو ألزم العبد السجود عند كل نعمة متجددة عظيمة الموقع عند صاحبها لكان عليه أن لا يغفل عن السجود طرفة عين؛ لأنه لا يخلو عنها أدنى ساعة، فإن من أعظم نعمة العباد نعمة الحياة، وذلك يتجدد عليه تجدد الأنفاس، أو كلامًا هذا معناه].

بل إنه كلما شكر كلما زادت عليه النعم، لقوله تعالى : {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم} [ابراهيم : 7].

بل وإن لم تزد عليه النعم فتوفيق الله له لشكر نعمه نعمة تستلزم الشكر، فإن كان شكر كل نعمة نعمة تستلزم الشكر = ضاع العبد في دوامة الشكر واستحال عليه الإتيان بالشكر الذي يحلم بالقيام به.

والذي يمكن العبد فعله أن يتفكر في نعم الله عليه ساعة من ليل أو نهار {عشر دقائق يومياً مثلاً}، قال تعالى : {فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون} [الأعراف : 69]، وأن يبذل جهده في شكرها، ثم ليعلم أنه مع كل ذلك فاته شكر أكثر نعم الله عليه وأنه لم يوف النعم التي شكرها حق شكرها {غير أنه بذل جهده، وهو المهم}.

والتفكر يورث محبة العبد لربه وانشراح صدره وزوال همومه وأحزانه، فكلما زاد في التفكر والشكر كلما زادت محبة الله تعالى في قلبه وكلما صغرت همومه وأحزانه في عينه، والعكس بالعكس.

وشكر النعم تارة يكون من جنس النعمة كأن يشكر نعمة الصحة بالحفاظ عليها ثم بعلاج غيره من عباد الله، وشكر نعمة الإسلام بتطبيق شرعه وتعلم علومه وتعليمها، وشكر نعمة المال بإنفاقه بما يرضي الله تعالى، وبإغاثة ذي القربى والمسكين وابن السبيل ذلكم خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون.

وتارة يكون بشعور داخلي مفعم بالسعادة بالنعمة وبالعجز عن شكرها يرافقه حمد باللسان نابع من قلب صادق.

قال تعالى : واشكروا لي ولا تكفرون.

فالله نسأل أن يديم علينا نعمه، وأن يعيننا على شكرها، وأن يزيدنا من فضله.

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2021/10/26

المفتي


قسم الإفتاء

قسم الإفتاء

المحتوى الخاص به