الفقه الإسلامي - الأحوال الشخصية - الزواج - أحكام الزواج والأسرة
رقم الفتوى 12935
نص السؤال مختصر

عرضت على زوجي الإتيان بخادمة على نفقتي فرفض، فهل يحق له شرعاً الرفض ؟

نص السؤال الكامل

زوجي ميسور الحال، بدأت العمل مؤخراً بدوام ليلي كامل كي أبقى مع طفلي نهاراً، لكن التعب يمنعني من إتمام مهمات المنزل، اقترحت على زوجي إحضار خادمة بدوام جزئي على نفقتي الخاصة، غير أنه رفض تماماً، علماً أنني سبق واستعنت بخادمة، فهل من حقه رفض دخول الخادمة دون سبب ؟ مع ذكر النص الشرعي للجواب من فضلكم، فإن كان من حقه فكيف ذلك والخدم مباح وواجب في بعض المذاهب؟ كيف ذلك وهو ميسور الحال وليس على نفقته ؟ أليس البيت بيت الزوجة أيضاً وهي أعلم بمصلحته بما لا يتنافى مع الشرع ؟

الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

فقد سبق بيان حكم خدمة المرأة لبيت زوجها في هذه الفتوى 12127 .

فإن كنتِ مخدومة في بيت أهلك قبل الزواج لا تُمد يدك لتنظيف شيء وكان زوجك ميسوراً بما يكفي لجلب خادمة خارجية فيحنئذٍ يجب عليه إحضار خادمة، وهذا الحكم في الأصل، فإن رفض دون سبب معتبر شرعاً كان الرفض ليس من حقه، وإن كان هناك سبب معتبر كعلمه بتسبب قدومها بمفسدة ظاهرة تفوق مصلحة خدمتها فيحنئذ خرج الحكم عن أصله وصار يحرم عليه إحضارها.

والأصل تشاور الزوجين في هذا الأمر فإن اختلفا بأن قالت إن المصلحة تفوق المفسدة، وقال الزوج العكس، فيُعمل بقول الزوج لأنه هو المسؤول أمام الله عن هذا القرار، والنص الشرعي لهذا الحكم هي النصوص الشرعية العامة التي توكل المسؤولية للزوج، كقوله تعالى : {الرجال قوامون على النساء} [النساء : 34]

وقوله صلى الله عليه وسلم : {والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته} رواه البخاري.

وأما إن كنت تساعدين في تنظيف بيت أهلك أو كان ليس بإمكان زوجك جلب خادمة على نفقته الخاصة فحينئذ خدمة البيت واجبة عليك كما هو موضح بالفتوى المحال إليها أعلاه، ولا يُلزم زوجك بجلبها إن تطوعتِ بنفقتها. 

عموماً لا يُنصح بإدخال غريبة على البيت مخافة خلوة الزوج بها، أو السرقة، أو تعليم الأطفال ما لا يناسب أهل الطفل كأن تكون على ثقافة أو ديانة منافية للإسلام.

وفقكم الله لكل خير. 

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2021/10/19

المفتي


قسم الإفتاء

قسم الإفتاء

المحتوى الخاص به