العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - الشبهات والاستشكالات
رقم الفتوى 12922
نص السؤال مختصر

كيف لا ينتقم الله من المستهزئين برسوله من خلال رسوم مسيئة وغير ذلك، والله قال في كتابه : {إنا كفيناك المستهزئين} ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

فليس في الآية وعد أن الله سيقطع دابر المستهزئ برسوله ! فمن المشركين من يستهزئ بالله ورسوله وبدينه على اختلاف أمكنتهم وأزمانهم وأساليبهم بل إن منهم من حارب الإسلام والمسلمين بجبروته وسلطته صراحة كزعماء بعض دول الغرب، ثم ماتوا ميتة طبيعية بعد أن عاشوا عقوداً طويلة بعافية.

وحاشا لله أن يخلف وعده مرة ، لو أن مراده إهلاك كل مستهزئ برسوله.

والمعنى الصحيح للآية أن الله قد كفى نبيه من أن يُضر أو تُضر دعوته باستهزاء، قال القاسمي في تفسيره : [إنا كفيناك المستهزئين أي حفظناك من شرهم، فلا ينالك منهم ما يحذر. وهذا ضمان منه تعالى، له صلوات الله عليه، لينهض بالصدع نهضة من لا يهاب ولا يخشى. كما قال تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته، والله يعصمك من الناس].

وهذا المعنى بيّن، فمع علو صوت المستهزئين بما يمتلكونه من مال وسلطة إلا أنهم لم يضروا الإسلام شيئاً بل ازداد بسوء فعلهم انتشارا والحمدلله.

وقد يعم الله المستهزئ بعقوبة وقد يهلكه كما ذكر المفسرون في تفسير هذه الآية إذ قالوا إنها نزلت في نفر من أهل مكة استهزؤوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأهلكهم، قال الرازي في تفسيره : [واعلم أن المفسرين قد اختلفوا في عدد هؤلاء المستهزئين وفي أسمائهم وفي كيفية طريق استهزائهم، ولا حاجة إلى شيء منها، والقدر المعلوم أنهم طبقة لهم قوة وشوكة ورئاسة لأن أمثالهم هم الذين يقدرون على إظهار مثل هذه السفاهة مع مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم في علو قدره وعظم منصبه، ودل القرآن على أن الله تعالى أفناهم وأبادهم وأزال كيدهم].

وقد لا يعاقب الله المستهزئ فيترك حسابه ليوم لا مرد له منه، قال تعالى : {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} [ابراهيم : 42]

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2021/10/05

المفتي


قسم الإفتاء

قسم الإفتاء

المحتوى الخاص به