الفقه الإسلامي - العبادات و ما يلحق بها - ما يلحق بالعبادات - الذبائح و الأطعمة و الأشربة
رقم الفتوى 12900
نص السؤال مختصر

أشدد على زوجي في عمله ليكون حلالاً بإذن الله حتى يطعمني أنا وابنتي الطعام الحلال الطيب، وإن جاء لنا من العمل بشيء من الطعام كهدية من أحد لا أقبل أن آكله لأني لا أعلم الشخص الذي أهداه له هل يعمل بإخلاص دون ضياع للوقت أم لا، زوجي يتذمر مني فما نصيحتكم ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

فنحمد الله على حرص هذه الزوجة على ألا يدخل بيتها وجوف أسرتها إلا الحلال الطيب. 

لكن في الحقيقة قد خرج الحال بها من باب الورع المحمود إلى التعنت المذموم الذي سيضر بها وبأسرتها فيما لو استمرت به.

فقد أكل صلى الله عليه وسلم من شاة اليهودية مع أن اليهود لا يتنزّهون عن الربا وأكل السحت، قال تعالى : {فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (160) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِل} [النساء : 160-161]، وفي آية أخرى : {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ} [المائدة : 42].

وفي حديث عند البخاري : {رهن النبي صلى الله عليه وسلم درعا له بالمدينة عند يهودي، وأخذ منه شعيرا لأهله}. 

قال ابن حجر رحمه الله في شرحه للحديث : [واستُنبط منه جواز معاملة من أكثر ماله حرام].

وفي حديث آخر عند البخاري : {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها}، وليس فيه أنه صلى الله عليه وسلم كان يستفسر عن مال المُهدي وعمله وكيفية إتقانه لعمله.

وعليه فننصح الأخت بتعديل سلوكها بما يوافق منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2021/08/13

المفتي


قسم الإفتاء

قسم الإفتاء

المحتوى الخاص به