الفقه الإسلامي - القرآن الكريم - علوم القرآن و أحكام المصاحف - علوم القرآن
رقم الفتوى 12890
نص السؤال مختصر

أمرّ في ضائقة وقد نصحني أحد الإخوة بقراءة سورة البقرة يومياً، إذ جربها وفُكت ضائقته، فأيهما أفضل؟ التزام سورة البقرة يومياً أم الاستمرار في قراءة القرآن الكريم كاملاً ؟ 

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

أولاً، كل ما لا نص عليه من الوحي من قرآن أو سنة و نصح به العلماء أو الصالحون من تكرار عبادة معينة بعدد معين لأجل قضاء الحوائج = فهو من المجربات، وسبق في فتاوى الموقع أن [من فعلها من باب الاحتياط دون اعتقاد سنيّتها فلا حرج، ومن فعلها معتقداً سنيّتها كان مبتدعاً لعدم ورود نصّ شرعي يثبت ذلك، كذا يكون مبتدعاً لو اعتقد أن المجربات أفضل مما جاء به الشرع]، وفي الفتوى ذاتها [ينبغي الإعراض عن تلك المجربات وعدم تداولها، لئلا يظن الناس أنها من الشرع {كما يظن الكثير}، كما أن من أراد أن يفيد غيره فيعلمه الفاضل لا المفضول، {أي يعلمه ما أرشد إليه الشرع لا المجربات}]. 

ثانياً، المجربات كالأدوية، بمعنى أن أحدهم جربها فقضيت حاجته فصار ينصح بها ويكررها، لكن المجربات عموماً في أصلها تحتمل أمرين :

أولهما، أنها نفعت من جرّبها لأنها حقيقة قد جعلها الله دواء نافعاً لقضاء الحوائج. 

ثانيهما، أنها غير نافعة بذاتها، لكن مجرّبها ظن نفعها، ومثاله : فلان مضطر لأمر ما، فصار يلهج بالدعاء ومساعدة الخلق وعمل بإحدى المجربات، فقضى الله حاجته، فظن أنها قضيت لاستعماله هذه المجربات، والراجح أن السبب خلاف ذلك، فإما أنها قضيت لدعائه مضطراً قال تعالى : {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل : 62]، وإما لسعيه في قضاء حوائج الخلق قال صلى الله عليه وسلم : {من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته}، أو لتقربه إلى الله بالأعمال الصالحة ابتغاء أن تُقضى حاجته، فهو بمعنى دعاء الثلاثة الذين أغلقت الصخرة عليهم الكهف كما في البخاري {كتاب الإجارة / باب من استأجر أجيراً فترك أجره}. 

وبما أن المجربات تحتمل أنها سبب لقضاء الحوائج فالصواب أن يلجأ المضطر لما هو مضمون أنه سبب في قضاء الحوائج، وهو ما أرشدنا إليه الشرع كما في الفتوى 12252 .

فإن أراد أن يزيد عليه المجربات فلا حرج لمن راعى الأحكام الواردة في البند الأول أعلاه.

ثالثاً، ما أرشد إليه الشرع لقضاء الحوائج هو سبب لقضاء الحوائج، ولا يعني بالضرورة أن العامل بها ستُقضى حاجته، إذ قد لا يقضي الله حاجته لحكمة ما {سواء علمناها أم لم نعلمها}، كما أن العمل سبب للرزق وأن من فتح محله قد لا يأتيه أي زبون طيلة اليوم، فأخذ الأسباب هو ما يعني المسلم، أما النتائج فبيد رب العزة الحكيم العليم.

رابعاً، فيما يتعلق بالسؤال الوارد خاصة :

الأفضل قراءة القرآن كاملاً لسببين اثنين :

الأول، أن تكرار سورة يومياً والاكتفاء بها يعطل المسلم عن قراءة القرآن كاملاً {وهذا لا يتوافق مع مقصود الشرع} فقد لا تُقضى حاجته وقد تُقضى ولكن بعد أشهر. 

الثاني، أن الصالحين أنفسهم اختلفوا في أي السور هي أنفع لقضاء الحوائج، فمن قرأ القرآن كاملاً فقد مر على جميع المنصوح به {وإن لم يلتزم وصفة كل منهم بتكرارها بعدد معين أو التزامها يومياً}. 

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2021/07/27

المفتي


قسم الإفتاء

قسم الإفتاء

المحتوى الخاص به