العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - الشبهات والاستشكالات
رقم الفتوى 12888
نص السؤال مختصر

معلوم أن الله تعالى يتوب على العبد التائب المقر بذنبه، فكيف بعد ذلك يبتليه الله بابتلاء أو أكثر ليطهره من ذنوبه ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

أولاً، التوبة واجبة على المذنب، وشروطها أربعة :

الإقلاع عن الذنب، والعزم على ألا يعود إليه، والندم على ما مضى، وأن يكون ذلك كله لوجه الله تعالى.

جاء في طرح التثريب : [ثم الاقتصار على هذه الأركان الأربعة إنما هو فيما إذا كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى فإن تعلقت بآدمي فلا بد من أمر خامس وهو الخروج عن تلك المظلمة].

كمن اغتصب مال أحدهم أو شهد زوراً عليه أو ما شابه من أنواع المظالم صَغرت أم كبرت فلا بد من إرجاع الحقوق لأصحابها أو استسماحهم، فإن تنازلوا عن حقهم خرج الظالم من هذه المظلمة، وإن تمسكوا بحقهم فلا بد من إرجاعه إليهم.

ثانياً، قبول التوبة مرتبط بتحقيق الأركان السابق ذكرها، والقبول أمر غيبي لا نعلمه، إذ قد نظن أننا أتينا بأركان التوبة على أتم وجه ولكن في الحقيقة هناك ركن أو أكثر لم يأتِ به التائب على الوجه المطلوب. 

ثالثاً، لا يُعلم إن كان ما يُصيب العبد ابتلاء أم عقوبة، وإن كان عقوبة على ذنب فلا يمكن تحديد أي ذنب، لأن خطايانا كثيرة، وقد نُعاقب على ذنب قديم قد نسيناه، قال تعالى : {أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ} [المجادلة : 6].

رابعاً، بناء على ما سبق فينبغي على المسلم أن يبادر للتوبة، وأن يبذل جهده في تحقيق شروطها، فإن أصابه شيء بعدئذٍ فليراجع نفسه فلعله ذنب قديم أو جديد ولكن لم يلق له بالاً، قال تعالى : {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ} [النور : 15]، ولعله ابتلاء، قال تعالى : {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة : 155].

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2021/07/25

المفتي


قسم الإفتاء

قسم الإفتاء

المحتوى الخاص به