الحديث الشريف - الحديث - علوم الحديث المختلفة - مصطلح الحديث و غيره
رقم الفتوى 12870
نص السؤال مختصر

هل صحيح ما قاله ابن رجب رحمه الله بأن الصداع من علامات أهل الإيمان ؟ وهل صحت الأحاديث التي ذكرها في ذلك ؟ 

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

ذكر ابن رجب رحمه الله حديثين يستدل بهما على أن الصداع من علامات أهل الإيمان. 

أما الحديث الأول فلا يثبت، ومتنه : {ألا أنبئكم بأهل الجنة قالوا بلى يا رسول الله قال الضعفاء المظلومون ألا أنبئكم بأهل النار قالوا بلى يا رسول الله قال كل شديد جعظري هم الذين لا يألمون رؤوسهم} قال الهيثمي فيه البراء بن يزيد الغنوي ضعفه أحمد وغيره‏‏.

ثم إن من صححه كالشيخ شعيب الأرناؤوط قال : صحيح لغيره، دون قوله: {هم الذين لا يألمون رؤوسهم}، وهذه زيادة منكرة. 

وأما الحديث الثاني فثابت : عن أبي هريرة قال: دخل أعرابي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {أخذتك أم ملدم؟} قال: وما أم ملدم؟ قال: {حر يكون بين الجلد واللحم} قال: وما وجدت هذا قط قال: {فهل وجدت هذا الصداع؟} قال: وما الصداع؟ قال: {عرق يضرب على الإنسان في رأسه} قال: وما وجدت هذا قط فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم: {من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا} رواه أحمد.

وليس الحديث على ظاهره، إذ معلوم من الواقع بالضرورة أن الكافر قد يُصاب بالصداع وأن المسلم قد يعافيه الله منه، والمراد أن المسلم إن أصيب بالآلام والأحزان أصيب بما هو خير له من جهة أنها تكفر عنه من ذنوبه فتكون سبباً في نجاته ودخوله الجنة، فإن علم ذلك صبر على ألمه ورضي بقضاء الله وقدره.

قال ابن حبان في صحيحه : [قوله صلى الله عليه وسلم: {من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا} لفظة إخبار عن شيء مرادها الزجر عن الركون إلى ذلك الشيء وقلة الصبر على ضده وذلك أن الله جل وعلا جعل العلل في هذه الدنيا والغموم والأحزان سبب تكفير الخطايا عن المسلمين فأراد صلى الله عليه وسلم إعلام أمته أن المرء لا يكاد يتعرى عن مقارفة ما نهى الله عنه في أيامه ولياليه وإيجاب النار له بذلك إن لم يتفضل عليه بالعفو فكأن كل إنسان مرتهن بما كسبت يداه والعلل تكفر بعضها عنه في هذه الدنيا لا أن من عوفي في هذه الدنيا يكون من أهل النار].

وفي معنى هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم : {فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة} رواه الترمذي.

 وقول أبي هريرة : [ما من وجع يصيبني أحب إلي من الحمى لانها تدخل في كل مفصل من ابن آدم وان الله ليعطي كل مفصل قسطاً من الأجر] أخرج ابن أبي شيبة. 

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2021/06/24

المفتي


قسم الإفتاء

قسم الإفتاء

المحتوى الخاص به