استشارات و نصائح - الاستشارات - استشارات متنوعة - هموم الشباب
رقم الفتوى 12867
نص السؤال مختصر

كيف نلحق بالسلف والدنيا تأخذ أكثر وقتنا ؟

نص السؤال الكامل

لو تأملنا حال السلف وما قدموا لهذه الأمة من أعمال وعلم وفضائل لوجدت نفسي أمامهم لا شيء، فضلاً عن المعاصرين ومن يعيش في زماننا، سواء كانوا من أهل الفضل أو العلم أو العمل، أين أنا منهم؟ ونرى من يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم آلاف المرات في اليوم، ولو استعرضنا الأمثلة لما انتهينا، كيف لي أن أقدم ما يكون خيراً لهذه الأمة وأن ألحق بركب الصالحين، وعملنا الدنيوي يأخذ أغلب وقتنا ؟

الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

فقد ابتلي الأعم الأغلب منا في هذا العصر بالانشغال بالدنيا وهمومها أو بالدنيا وزينتها، ويندر أن نجد اليوم من يعيش كما كان السلف يعيشون.

وضيق الوقت يضطر المسلم لفعل :

1- الأهم :

فتعلم العلم وتعليمه والعمل به يفضل كثرة أداء النوافل، قال صلى الله عليه وسلم : {وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر } رواه أبو داود.{فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم} ثم قال {إن الله، وملائكته، وأهل السماوات، والأرضين، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت ؛ ليصلون على معلم الناس الخير } وفي حديث آخر 

فمن اضطر للاختيار بين تعلم العلم وأداء النوافل فلينغمس في طلب العلم، إذ نفع طالب العلم متعدٍ، ونفع العابد مقتصر على نفسه.

2- ما كثر ثوابه : ففي العلم ينبغي البدء بتعلم ما تكثر الحاجة إليه عند عموم المسلمين. 

وفي العبادة والأعمال الصالحة أمثلة كثيرة، وهذه بعضها :

ففي الصلاة : سنة الفجر القبلية، وصلاة الفريضة جماعة وأفضل منها صلاة الجماعة في المسجد، وسنة الضحى.

وفي الصيام : صيام عرفة وعاشوراء. 

وفي الذكر : لكثرتها انظر كتاب الأذكار للإمام النووي.

وفي الأيام : ليلة القدر، والعشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، ويوم الجمعة.

وفي بذل العلم {الديني أو الدنيوي}: فعبر إيصال علم العلماء والمختصين النافع لأكبر قدر ممكن من الناس {وهذا لمن لم يبلغ مرحلة تمكنه من تعليم الناس بنفسه}، وهذا متيسر بفضل الله في زمن وسائل التواصل الاجتماعي، وفائدة تعليم العلم أن كل من يعمل بما علم ففي صحيفة من علّمه وقد يكون معلمه نائماً أو ميتاً في قبره.

وفي الصدقة : عبر إقامة صدقة جارية لمن أمكنه، أو حثّ الناس على التصدق أو دلالتهم على الفقراء والمحتاجين.

وفي السعي لقضاء حوائج الخلق : وفي الحديث :{من نفس عن أخيه كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه} رواه الترمذي.

ويعين على ما سبق حسن استثمار الوقت وكثرة الدعاء والتزام أمر الله ومجالسة العلماء والصالحين.

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2021/06/22

المفتي


قسم الإفتاء

قسم الإفتاء

المحتوى الخاص به