استشارات و نصائح - الاستشارات - استشارات متنوعة - هموم الشباب
رقم الفتوى 12862
نص السؤال مختصر

عندما تضيق الدنيا في المرء هل يسأل الله كما في الحديث وإذا سألت فاسأل الله ؟ أم يسأل الناس أخذاً بالأسباب وقد يردّونه ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

فلا حرج شرعاً فيمن سأل الناس مالاً لأمر - من الضروريات أو الحاجيات المعتبرة - لا طاقة له به، ولكن يُنصح أن يتوجه أولاً للجهات العامة لمساعدته كالجمعيات مثلاً، فإن تعذر فليسأل المحسنين الصالحين، جاء في المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود : [فإن لم تجد مفراً من سؤال الناس ودعتك الضرورة إلى ذلك فسل الصالح منهم، القائم بحقوق الله عَزَّ وَجَلَّ وحقوق العباد لأنه الكريم الرحيم الذي لا يمنّ إذا أعطى، ولا يرد السائل خائباً وإن كان محتاجاً إلى ما يعطيه لغيره. قال الله تعالى (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) ولا يعطي إلا من حلال وإذا لم يجد ما يعطيه رد السائل بالحسنى داعياً له ودعاؤه مستجاب].

والأحفظ لماء الوجه أن يطلب منهم ديناً لا مساعدة، وليشرح لهم قدرته على السداد (قدر كل دفعة وموعد الدفعات) فإن بادر المسؤول وجعل المال هبة منه للسائل فبها ونعمت، وإن لم يقبل إلا ديناً أو رفض أن يقرضه ففي الحالتين صان السائل نفسه، إذ طلب الدين ليس عيباً وقد فعله خيرة الناس، ورأسهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إذ كان يستقرض ولا يجد في ذلك حرجاً.

وهذا لا ينافي سؤال الله تعالى، إذ الاقتراض حين لا يجد المرء بدا منه يعد من الأخذ بالأسباب، وسؤال الله وكثرة الدعاء والالتجاء إليه أن يقضي له حاجته أيضاً من الأخذ بالأسباب.

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2021/06/18

المفتي


قسم الإفتاء

قسم الإفتاء

المحتوى الخاص به