الفقه الإسلامي - الأحوال الشخصية - الزواج - أحكام الزواج والأسرة |
|
---|---|
رقم الفتوى | 10282 |
نص السؤال مختصر | هل تُقدم طاعة الأب أم الزوج ؟ |
نص السؤال الكامل | ما هي فرائض الزوجة تجاه الزوج وهل صحيح انه بعد زواج المرأة تصبح اولوياتها طاعة زوجها حتى لو كانت على حساب بر والديها اي لو تعارض امر والديها مع امر زوجها فهي مجبرة ان تقوم بما امر به زوجها حتى وان رفض والديها ذلك على عكس الرجل الذي ان تزوج لازال مجبرا بطاعة وبر والديه حتى لو كان ذلك على حساب صحة وراحة زوجته (بما يتعلق بحقوقها عليه فقط) |
الجواب الكامل | الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول محمد ، وبعد : السؤال يصور الحالة وكأنهم في حلبة صراع وقتال وحرب بين الزوجة والزوج وأبي الزوجة وأمها ، ولذلك أثبتت الدراسات والإحصائيات المعاصرة أن أكثر من ثلث أسباب الطلاق اليوم من سوء معرفة الحياة الزوجية وتدخل الأب والأم بحياة الزوجين ، وافتراض المعركة بين هؤلاء الأطراف ، ومن سيحقق النصر المؤزر والفاسد والوهمي والمخرب والمهدم للأسرة الجديدة والزوجين الشابين ! والحقيقة والواقع الذي يقرره الشرع والعقل والحياة أن البنت عاشت في كنف الأب حوالي 15 سنة إلى 30 سنة ، وكانت الولاية الكاملة لأبيها وفي حضن أمها ، وقام الأب برضائه واختياره الكاملين بعقد الزواج لابنته ، لتكون في حضن الزوج وتحت ولايته الكاملة ، وقبل هذا التنازل ، وإن الزوج قبل الزواج على سنة الله ورسوله ، وهذا لا يتعارض مع حب الزوجة لأبيها وأمها ، ولا يمنع بر الوالدين المقدس في الإسلام ، ولكنها في بيت جديد وتحت ولاية الزوج حصراً ، شأنها في ذلك كالمعلمة في مدرسة أو جامعة ، ثم انتقلت إلى مدرسة أخرى أو جامعة أخرى ، فتنتقل الولاية والسلطة وتوجيه الأوامر للإدارة الجديدة ، ولا يمنعها ذلك من الوفاء والمحبة والتقدير للإدارة القديمة ، ولا يتعارض مع محبتها لأبيها وأمها ، واللالتزام ببر الوالدين . لذلك قرر الشرع الحنيف أن السلطة الكاملة ، والولاية التامة في الحياة الزوجية هي للزوج ، وهو رب الأسرة والعائلة ، وعلى الزوجة أن تلتزم بذلك ، ولا يحق للأب أن يتدخل أو يعارض ، لأن ذلك سبب للإفساد ، دون تعارض مع بر الزوجة لوالديها ، وحتى تسير الأمور على ما يرام بين الزوجين، وجاء في الحديث الشريف : لو كنت آمراً أحدا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها " وفي مقابل ذلك تجب على الزوج حقوق كثيرة لزوجته ، لا مجال لعرضها ، ومنها أن يساعدها لتكسب بر والديها ورضاهما ، ولكن إن تأزمت الأمور وحصل الخلاف بين الزوج وأبوي الزوجة ، فمن حق الزوج أن يمنعها من زيارة والديها ومن سماع كلامهما ، ليحافظ على بيته وكيانه المسؤول عنه ، ثم يحاول مع غيره لإصلاح ذات البين وإعادة المياه إلى مجاريها ، والعودة للحياة الطبيعية مع بيت عمه الذي يجب أن يعتز بمصاهرته لهم ، كما يجب أن يعتزوا بصهرهم كابن لهم ، والذي يحفظ عرضهم ، وهذا ما قرره القرآن الكريم بالجمع بين النسب والصهر ، ونوصي الجميع بتقوى الله تعالى ، وأن يتعلموا الشرع والفقه الذي ينظم حياتهم ، ويضمن للجميع الراحة والسعادة في الدنيا والآخرة ، مع التزام الأدب الإسلامي والأخلاق الفاضلة التي تعود على الجميع بالخير والحياة الرغيدة . والله تعالى أعلم
|
تاريخ النشر بالميلادي | 2018/12/08 |