حكم دعاء المرء على نفسه كقوله لغيره مثلاً {تقبر قلبي} أو لغيره مازحاً {الله لا يوفقك} ؟

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

فدعاء المرء على نفسه أو على غيره - بغير حق - إما أن يريد به حقيقة الدعاء وهو محرم، قال صلى الله عليه وسلم : {لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون} رواه مسلم.

أما إن كان لا يريد حقيقة الدعاء إنما للإنكار أو التعجب وما شابه فلا حرج إن شاء الله، وهي عادة العرب قديماً، وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم : {ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم - أو على مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم } رواه الترمذي. 

قال صاحب عون المعبود : [الثكل فقدان المرأة ولدها أي فقدتك أمك، وأمثال هذه الكلمة تجري على ألسنتهم ولا يراد بها الدعاء، وكذا قوله صلى الله عليه وسلم لأمك الويل لم يرد به الدعاء، والويل الحزن والهلاك والمشقة]. 

والله تعالى أعلم.