الفقه الإسلامي - القرآن الكريم - علوم القرآن و أحكام المصاحف - علوم القرآن
رقم الفتوى 12671
نص السؤال مختصر

لم قال تعالى : {وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} مع أن الإنسان بطبعه حريص عليها ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

فسبب ذلك لأن عدم ذكره قد يوهم أنه مطلوب شرعا من المسلم ترك الدنيا واعتزالها، وهذا ليس صحيحاً، إنما الصحيح أنه مطلوب منه ترك الحرام لا ترك الدنيا ، وقد ورد تصحيح هذا المفهوم في مواطن عدة، منها ما حدث لبعض الصحابة، ففي الحديث : [جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إليهم، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالوها ، فقالوا : وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم، قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ؟ قال أحدهم : أما أنا فإني أصلي الليل أبداً. وقال آخر : أنا أصوم الدهر ولا أفطر. وقال آخر : أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً . فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال : " أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني] رواه البخاري.

وفي موقف آخر فيما يرويه البخاري أيضاً : [عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا عبد الله، ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل ؟ " فقلت : بلى يا رسول الله. قال : " فلا تفعل، صم وأفطر، وقم ونم ؛ فإن لجسدك عليك حقاً، وإن لعينك عليك حقاً، وإن لزوجك عليك حقاً، وإن لزورك عليك حقاً ] إلى آخر الحديث.

فمن تدبر قوله تعالى : {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص : 77] علم أن الصواب أن يطلب المسلم بمعظم دنياه الفلاح في الآخرة، وأن له نصيباً في الدنيا ينبغي ألا ينساه فيتنعم به. 

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2020/10/22

المفتي


قسم الإفتاء

قسم الإفتاء

المحتوى الخاص به