العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - التوحيد
رقم الفتوى 12660
نص السؤال مختصر

أعتقد - من باب حسن الظن بالله - أنه تعالى الرحمن الرحيم سيغفر لكل الكفار يوم القيامة ولن يُدخل أحداً النار وقد عارضني بذلك أصدقائي بأني مخطئ، فما موقف الشرع مما أعتقده ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

فلا شك أن الله رحمن رحيم وأن رحمته وسعت كل شيء كما قال تعالى في كتابه : {۞ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [الأعراف : 156]، وهذا نص عام دخل عليه التخصيص بنصوص كثيرة، منها : تتمة الآية ذاتها إذ قال عز وجل : {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} [الأعراف : 156]

فحصر تعالى الرحمة بأهل الإيمان، وفي موضع آخر : {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران : 85]، وفي موضع ثالث : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا ۖ لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ} [البقرة]، فهذه وغيرها آيات محكمات لا يدخل عليها الاحتمال ألبتة بأن من مات بعد بعثة رسول الله صلى الله عليه على غير الإسلام وقد بلغته الدعوة {أي رسالة الإسلام} على وجهها الصحيح {أي دون تحريف} وقامت عليه الحجة ولكنه أصر على الكفر = فإنه من أهل النار،

والسنة الشريفة تؤيد ذلك، قال صلى الله عليه وسلم : {والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت، ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار}، وفي حديث آخر : {ألا لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة} رواهما مسلم. 

وعليه إجماع علماء المسلمين من السلف والخلف، قال النووي في شرح الحديث الأخير : [هذا نص صريح في أن من مات على الكفر لا يدخل الجنة أصلاً ، وهذا النص على عمومه بإجماع المسلمين] انتهى. 

وقائل هذه النصوص القرآنية وغيرها في باب الرحمة والعذاب هو الله رب العالمين، كما أن نصوص السنة النبوية تبليغ عن رب العزة، فالاعتقاد بأنه تعالى سيغفر للكافرين سوء ظنٍّ بالله تعالى، إذ معناه أن الله مخلف وعده، وحاشاه سبحانه، قال تعالى : {فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ} [ابراهيم : 47]، وفي موضع آخر : {إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۚ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} [غافر : 77]، فحاشاه سبحانه أن يقول شيئاً ويفعل شيئاً، {كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُُ} [الذاريات : 30].

أخيراً فإن صحة هذا المعتقد عند المسلم من الأهمية بمكان، إذ الخلل فيه كفر بالإجماع. 

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2020/10/09

المفتي


قسم الإفتاء

قسم الإفتاء

المحتوى الخاص به