الفقه الإسلامي - العبادات و ما يلحق بها - ما يلحق بالعبادات - الأدعية و الرقائق و الأذكار
رقم الفتوى 12621
نص السؤال مختصر

حكم العمل بالمجربات المنشورة على اليوتيوب ؟ 

نص السؤال الكامل

يوجد حساب على مواقع التواصل الاجتماعي لشاب يعطي وصفات وعلاجات تحقق أموراً صعبة {مثالها : وصفة ليحبك الناس، كيفية إبطال السحر، علاج للثراء وجلب الرزق، وصفة لتنوير الوجه، للسعادة وغير ذلك}، وكل الوصفات عبارة عن قرآن وأذكار محددة بعدد معين تقرأ على الماء، فما حكم العمل بهذه الوصفات ؟ علماً أن له من المتابعين قرابة مليون و نصف مليون، والكثير من المتابعين يشكرونه في التعليقات، ويجدون علاجاته فعالة غيرت من حياتهم، بالنسبة لي جربت مقطعاً له لتنوير الوجه، ومن ثم لاحظت فرقاً في نور وجهي من اليوم الثاني، فما حقيقة هذا ؟  

الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

أولاً، اطلعنا على حساب الشاب والمحتوى الذي يقدمه فوجدناه يتكلم فيما يتهافت الناس لتحصيله، منها أمور روحانية لا سبيل لتحصيلها إلا :

- إن دل على طريقها الشرع، ولم يدل الشرع على علاج أكثرها بل أكاد أقول جميعها.

- أو إن دل على طريقها العلماء والصالحون بمجرباتهم. 

ومنها أمور مادية كإزالة الدهون وعلاج ضعف الأنوثة وما شابه، وهذه لن نتكلم عنها لأنها ليست من اختصاصنا. 

ثانياً، من أراد العمل بمجربات أي أحد فليتثبت من صلاح المُجرّب وأنه يريد بفعله وجه الله، لئلا يكون ضحية المتاجرين بدين الله. 

ثالثاً، ننصح عموماً ألا يعدل أحدنا إلى المجربات وألا يعلق قلبه بها، إذ في نصوص الشرع العامة ما يقضي الحاجات وييسر كل أمر عسير، انظر هذه الفتوى 12252

رابعاً، ثبت عندنا بالقرائن الكثيرة أن الشاب المسؤول عنه كاذب يدس السم بالعسل ليتاجر بدين الله عبر ما يبثه، إذ تراه ينشر وصفة للثراء ثم هو يكثر من الإعلانات الممولة في مقاطعه، ليتقاضى عليها أجراً جراء مشاهدة متابعي مقاطعه هذه الإعلانات، فكيف يصف الثراء لغيره وهو يسعى وراء تلك الإعلانات لأجل المال ؟ أضف أنه يبيع على حسابه الإنستغرام أحجاراً يسميها كريمة ولها - كما يزعم - تأثيرات في علاج الاكتئاب والخجل والتبلد الذهني وفقر الدم الخ، وهذا من العبث واستخفاف بعقول الناس بمكان، وأغرب منه تصديق بعض الناس له.

خامساً، كثرة المتابعين عموماً ليس معناها أن المُتابَع ثقةً، إذ هناك شركات مختصة في زيادة أعداد المتابعين زيادة وهمية، وهذا معلوم في وسائل التواصل، ثم لو كانت هذه الأعداد حقيقية فليس معناها أنه على حق، فكم من مبطل على هذه الشابكة وله من المتابعين عشرات الملايين ؟

سادساً، معلوم أن أي أحد يريد بث الطمأنينة في قلب المتابع تجاه المحتوى الذي ينشره = يرسل أشخاصاً من قبله للتعليق على محتواه بما يطمئن القلب و يشرح الصدر، وليس معناه أن كل معلق هو كاذب من قبل الناشر، بل يكون متابعاً صادقاً.

سابعاً، النتائج المرجوة من كل فيديو ينشره هذا الشاب والتي يبث معالمها نهاية كل مقطع = يسهل للمتابع الوقوف على هذه المعالم، من جهة أن كثيراً منها نفسي، فالمتابع نفسياً يشعر أنه قد تنور وجهه لمجرد عمله بالوصفة، تماماً كذاك الشاب الذي يشعر ببدء ظهور عضلات صدره بعد يوم واحد من تمرينه في نادي القوة البدنية، وهو فارق نفسي لا حقيقي في كلا المثالين.

ومن جهة أخرى أن الكثير منها هي أمور حقيقية لا علاقة لها بهذه الوصفات، مثال ذلك : تكلم الشاب أن من نتائج العمل بوصفة اكتشاف الكاذب أن يرى العامل بالوصفة الكاذب أمامه مصاباً بالارتباك، وهذا ثابت في علم النفس { إن الكاذب قد يصيبه ارتباك أثناء الكذب}، فالعامل بالوصفة يظن أنه لعمله بالوصفة علم الكاذب، بينما صاحب الوصفة جعل له معالم للنتائج حقيقية معروفة لتطمئن نفسه لصدقه فيبقى متابعاً ومروجاً له. 

أخيراً، فقد أطلنا في انتقاده ليفيد القارئ فيتمكن من اكتشاف غيره من العاب ثين. 

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2020/09/11

المفتي


قسم الإفتاء

قسم الإفتاء

المحتوى الخاص به