ما صحة حديث {عليكم بقيام الليل ؛ فإنه دأب الصالحين قبلكم، وإن قيام الليل قربة إلى الله، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد} ؟

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

فالحديث المذكور روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من طرق متعددة، كلها فيها ضعف.

وأقوى وأشهر طريق منها طريق أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، الذي رواه ابن خزيمة في صحيحه والحاكم في مستدركه وصححه، وغيرهم.

وهو طريق اختلف فيه العلماء تصحيحا وتضعيفا:

فصححه الأئمة ابن خزيمة وابن جرير الطبري والحاكم، 

لكن حكم بالنكارة عليه الإمام أبو حاتم الرازي (النكارة شدة ضعف الحديث) من ناحية تفرد راويه معاوية بن صالح به (وهو راوٍ في حفظه كلام) ، 

وضعفه الإمام ابن عدي من جهة أبي صالح الراوي الذي تفرد به عن معاوية بن صالح (وهو أسوأ حفظاً من شيخه).

ومن خلال تتبع روايات الحديث ودراسة رواته يظهر لنا أن الحكم بضعفه أقوى وأولى.

والله تعالى أعلم.