هل صحيح أن المال وسخ الدنيا ؟

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

فالمال في نظر الشرع :
- خير، قال تعالى : {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} [العاديات : 8]
قال البغوي في تفسيره :
[ {وإنه} يعني الإنسان ، {لحب الخير} أي لحب المال] انتهى.
فسمى الله المال خيراً.

- ولون من ألوان الرزق، قال صلى الله عليه وسلم : {من آتاه الله من هذا المال شيئاً من غير أن يسأله فليقبله، فإنما هو رزق ساقه الله عزّ وجلّ إليه} رواه أحمد.

- ووسيلة، فإن استُثمر لبلوغ مقاصد حسنة كان المال على مستثمره خيراً، قال عليه الصلاة والسلام : {لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن، فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالاً، فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار}، وفي رواية : {لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله مالاً فسلط على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها} وكلا الروايتين عند البخاري.
وإن استثمره فيما حرم الله انقلب عليه نقمة، لأنه مسؤول عنه والمسؤول محاسَب، قال صلى الله عليه وسلم : {لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس : - وذكر منها - وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه}.

ومن هنا يتبين خطأ من قال إن المال وسخ الدُنيا.
والله تعالى أعلم.