استشارات و نصائح - الاستشارات - استشارات متنوعة - الدعوة
رقم الفتوى 12436
نص السؤال مختصر

إن اكتشف المسلم أنّ ما كان يدرسه في المسجد خطأ، فما ينبغي عليه فعله حينئذٍ ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

ففي البداية لابد من التذكير بأن من يحدد خطأ أحد أهل العلم هم أهل العلم أنفسهم، فلا يصح للعامي أن يُخطئ العلماء لنص شرعي قرأه ظن فيه أن العلماء قد خالفوه صراحة، إذ ينبغي فهم النص كما فهمه سلف هذه الأمة والعلماء الربانيون لتعذر جمع النصوص في المسألة الواحدة على العامي، وتمييز ما يثبت منها وما لا يثبت وغير ذلك، لذا أمر الله تعالى بسؤال أهل العلم ولم يأمر بالرجوع للنصوص المجردة، قال تعالى :{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [الأنبياء : 7]، وغير العلماء من الصحابة قد سألوا فقهاء الصحابة فيما نزل بهم، ولم يرجعوا لنصوص الوحي المجردة، وعلى هذا جرى العمل من بعدهم إلى يومنا، وإلى أن تقوم الساعة.

ثم لو سمع المسلم أحد العلماء قد خالف بقية من يَعرف من العلماء، فإما أن يكون ما خالف به مما تجوز به المخالفة، كفروع العقيدة وفروع الفقه، ولا تعد مخالفته في هذه المسأئل خطأ، بل اجتهاده معتبر سائغ.

وإما أن يكون ما خالف به مما لا تجوز به المخالفة، كأصول العقيدة، ويقينيات الفقه، أو قطع العلماء ببطلان اجتهاده في فروع العقيدة أو الفقه، فحينئذٍ ننظر :

- إن كان الخطأ منه كثيراً دل على اختلال منهجه، فتركه عندئذٍ محتم لمن لا يفرق بين خطئه وصوابه، كذا يُترك إن كان صاحب منهج باطل كالمبتدعة.

- إن كان الخطأ منه قليلاً ، وهو عالم ثقة مشهود له بالخير فلا يضره طالما كان باحثاً عن الحق غير متبع لهواه، إذ ليس العالم معصوماً مهما بلغ من العلم، وفي هذه الحالة يتجنب خطأه ويكمل طلب العلم عليه، أما إن كان عالم سوء فالأصل في خطئه أنه عن خبث فيُهجر.
والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2020/04/15

المفتي


قسم الإفتاء

قسم الإفتاء

المحتوى الخاص به