استشارات و نصائح - الاستشارات - استشارات متنوعة - الدعوة
رقم الفتوى 12271
نص السؤال مختصر

عقيم تريد التلقيح الصناعي من بويضة امرأة أخرى، وقلنا لها إنه محرم لكنها مصرّة لحبها للأولاد وحزنها لفقدانهم، فما نقول لها ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

أولاً، سلي كل من حولك من حصّل كل مراده ؟ لم ولن يتمكن الإنسان من تحصيل كل ما يبتغيه طالما يعيش في هذه الحياة الدنيا، فمن رسخ لديه هذا المعتقد علم أنه لابد من أمر يفوته.

ثانياً، قال تعالى :{وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة : 216]، فحب المرء للذرية أمر فطري لكن المسلم يؤمن بحكمة الله عز وجل، فإن مُنع رضي وسلّم الأمر لخالقه العليم الحكيم، فقد يكون منعه الزوجين الأولاد لأنه يعلم تعالى في سابق علمه أنهم من العقوق بمكان، وأنهم سبب فساد حياة والديهم والتنغيص عليهما، وفيما قيل في ذلك : {إن عطاء الله عطاء، ومنعه عطاء}.

ومخالفة حكمة الله عز وجل بأن يتعمد المسلم المحرم لتحصيل ما منعه الله عنه موجب للعقوبة، والعقوبة الدنيوية {بالإضافة لتلك الأخروية} قد تكون من جنس عمله، فيأتيه ولد مشوه أو لديه إعاقة دائمة، أو مرض مزمن، فيشقى الوالدان طيلة حياتهما في رعايته وتكاليف علاجه وما هو بمعافى، أو سليم لكن لا يلبث أن يموت فتكون حرقة والديه عليه أكبر من لو لم يأت إلى دنياهما أصلاً ، أو أن يوغل حين يشب في عقوقهما وإفساد المجتمع فيتمنى والداه موته وما هو بميت.
والخوف كل الخوف لو لم يُعاقب الوالدان في الدنيا، إذ في تأخير العقوبة إلى يوم الحساب دليل على عظم العقوبة.

ثالثاً، قال صلى الله عليه وسلم : {ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً ، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولاً }.
وقال صلى الله عليه وسلم : {إنَّ عِظَم الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ وإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ إذا أحبَّ قوماً ابتلاهُم فمَن رضِيَ فلهُ الرِّضى ومَن سخِطَ فلهُ السُّخطُ}.
والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2020/01/09

المفتي


قسم الإفتاء

قسم الإفتاء

المحتوى الخاص به